للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لكن يجب التقديم إن كان المجرور بـ (مِن) اسم استفهام، أو مضافًا له؛ لأنه الاستفهام له الصدر.

فالأول: (زيد ممَّن أفضل؟)، وقوله: (ممَّن أنت خير؟).

والثاني: (أنت مِن غلام مَن أفضل؟)، و (زيد مِن غلام أيِّهم أفضل؟).

وهذا معنى قوله: (وَإِنْ تَكُنْ بِتِلوِ مِنْ مُسْتَفْهِمَا) البيت؛ فلا يقال: (أنت خير ممَّن؟)، ولا (أنت أفضل من غلام مَن؟) ونحو ذلك.

وربما جاء التقديم في الإخبار؛ أي: غير الاستفهام؛ كما قال: (وَلَدَى إِخْبَارٍ التَّقْدِيْمُ نَزْرًا وُجِدا)؛ كقوله:

إِذَا سَايَرَتْ أَسَماءُ يَومًا ظَعِينةً ... فَأَسمَاءُ مِن تِلكَ الظَّعِينةِ أَملَحُ (١)

الأصل: (أملح من تلك الظعائن).

وقوله:

فَقَالَت لَنَا: أَهلًا وَسَهلًا وَزَوَّدَتْ ... جَنَى النَّحلِ بَل مَا زَوَّدَتْ نِهُ أطيَبُ (٢)


(١) التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص ٨٣٥، وتذكرة النحاة ص ٤٧، وشرح التصريح ٢/ ١٠٣، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٦٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٢، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص ٤٦٩.
اللغة: سايرت: رافقت. الظعينة: المرأة المرتحلة في الهودج.
المعنى. يقول: إذا رافقت أسماء يومًا صاحباتها في الهوادج .. ظهر حسنها وتفوقها عليهن في الملاحة.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. سايرت: فعل ماض، والتاء للتأنيث.
أسماء: فاعل مرفوع. يومًا: ظرف زمان منصوب متعلق بسايرت. ظعينة: مفعول به. فأسماء: الفاء رابطة جواب الشرط، أسماء: مبتدأ مرفوع. من تلك: جار ومجرور متعلقان بأملح. الظعينة: بدل من تلك مجرور. أملح: خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة (إذا سايرت ... ): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (سايرت ... ): في محل جر بالإضافة. وجملة (أسماء أملح): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد: قوله: (من تلك الظعينة أملح) حيث قدم الجار والمجرور من تلك على أفعل التفضيل أملح في غير الاستفهام، وهذا شاذ.
(٢) التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ص ٣٢، وخزانة الأدب ٨/ ٢٦٩، والدرر ٥/ ٢٩٦، وشرح

<<  <  ج: ص:  >  >>