وعلَى كون المجرور خبرًا عن المصدر .. يكون المصدر قَدْ عمل الرّفع محذوفًا، وهو جائز؛ لأنه حينئذ مبتدأ كسائر المبتدآت.
وأما الوجه الأخير .. ففيه:
- أَن المصدر قَدْ عمل النّصب محذوفًا، وهو ممنوع كما نص عليه ابن هشام فِي "شرح القطر" فِي إعمال المصدر وغيره.
وفيه أيضًا حذف المبتدأ وخبره وإبقاء معمول المبتدأ فقط، والأحسن أَن يكونَ العامل مؤخرًا عن المجرد؛ لأنَّ اسم الله تعالَى متقدم عليه، فهو أوفق للوجوه؛ ولأَنَّ قريشًا كانت تقول:(باسم اللّات) ففعل بتقديمه تفخيمًا، فوجب علَى الموحد أن يقدم اسم اللَّه تعالَى؛ لأنَّه الحقيق بالتّفخيم والتّعظيم آمنت بذلك، وحينئذ يزداد الوجه الأخير ضعفًا؛ لأنَّ المصدر قَدْ عمل فيه النّصب محذوفًا ومؤخرًا وكلاهما ممنوع.