سبق أَن عطف البيان مشبه الصّفة، ولما كانت الصّفة تتبع موصوفها فِي: الإِعراب، والعريف، والتّنكير، والتّذكير، وا لتّأنيث، والإِفراد، والتّثنية، والجمع .. كَان عطف البيان كذلك؛ فتقول:(مررت بالرّجل زيد)، و (بالمرأة هند)، و (بشجرة زيتونة)، و (بثوب قميص)، و (بأخويك الزّيدين)، و (بزوجاتك الهندات) فيثنى ويجمع كما علم.
عطف بيان عليه باعتبار لفظه، وقوله:(نصرًا) الثالث: عطف بيان عليه باعتبار محلّه.
ولا يجوز في الثاني أو الثالث أنّ يُجعَلَ بدلًا من المنادى، وذلك لأنّ البدل على نية تكرار العامل، فلو أدخلت حرف النداء على واحد من هذين .. لما جاز رفع الأوّل ونصب الثاني، إذ كلّ واحد منهما علَمٌ مفرد، والعلم المفرد إذا دخل عليه حرف النداء .. وجب بناؤه على الضمّ، لكنّ عطف البيان ليس كذلك، بل يجوز فيه الإتباع على اللفظ فيرفَع، والإتباع على المحل فيُنصَب.
(١) فأولينه: أول: فعل أمر، مؤكد بالنون الخفيفة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والهاء مفعول أول. من وفاق: جار ومجرور متعلق بأولينه، ووفاق مضاف، والأول: مضاف إليه. ما: اسم موصول: مفعول ثان لأولينه. من وفاق: جار ومجرور متعلق بقوله: ولي الآتي في آخر البيت، ووفاق مضاف، والأول: مضاف إليه. النعت: مبتدأ. ولى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى النعت، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها صلة الموصول.