للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• وقد تقع بَينَ مختلفتين؛ كقولِهِ تعالَى: {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ}؛ لأنَّ الأرجح بعد الهمزة: تقدير الفعل كما ذكر آنفًا، والتّقدير واللَّه أعلم بمراده: (أتخلقونه أنتم تخلقونه أم نحن الخالقون).

• وقد تقع بَينَ مفرد وجملة؛ نحو: {إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا}، فالمفرد: (قريب)، والجملة: (يجعل لهُ ربي)، وأما (ما توعدون): فمتوسط بينهما لا يسأل عنهُ.

وكانت أم فِي هذه المواضع متصلة؛ لأنه لا تستغني بِمَا قبلها عن ما بعدها ولَا عكسه.

واللَّه الموفق

ص:

٥٤٩ - وَرُبَمَا أُسَقِطَتِ الهَمزَةُ إن ... كَانَ خَفَا المَعْنَى بِحَذْفِهَا أُمِنْ (١)

ش:

بجوز حذف الهمزة مع ظهور المعنَى.

- فمثال حذف همزة التّسوية: (سواء علَىَّ قمت أم قعدت)، فالحذف هنا ليس فيه خفاء للمعنَى، ومنه قراءة ابن محيصن: (سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم) بهمزة واحدة.

وأَجازَ الأخفش: حذف همزة الاستفهام بدون (أَن)، وجعل منه قوله تعالَى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ}، فالتّقدير عنده: (أَو تلك نعمة؟).

وكذا نحو قول الشّاعرِ:

أَحيَا وَأَيسَرُ مَا قَاسَيتُ مَا قَتَلَا؟ ... ............................. (٢)


(١) وربما: رب: حرف تقليل، ما: كافة. أسقطت: أسقط: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. الهمزة نائب فاعل أسقط. إن: شرطية. كان: فعل ماض ناقص فعل الشرط. خفا: قصر للضرورة: اسم كان، وخفا مضاف والمعنى: مضاف إليه. بحذفها: الجار والمجرور متعلق بقوله: أمن الآتي، وحذف: مضاف، وها: مضاف إليه. أُمن: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى خفاء المعنى، والجملة في محل نصب خبر كان، وجواب الشرط محذوف يدل على سابق الكلام.
(٢) التخريج: هذا البيت من البسيط وهو مطلع قصيدة للمتنبي يمدح فيها سعيد بن عبد اللَّه

<<  <  ج: ص:  >  >>