للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقولِ الآخرِ:

لعَمْرُكَ مَا تَدْرِي متَى الموتُ جَائِيُ ... ....................... (١)

وظهرت الكسرة في قولِ الآخرِ:

وَيَومًا يُوافِينِي الهَوَى غَيْرُ مَاضِيٍ ... ....................... (٢)


(١) التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦٣٧.
اللغة: تدري: تعلم. عاجل: قريب.
المعنى: إنك يا صاحبي لا تدري متى سيحين أجلك، فكل ذلك قد قدر في كتاب، ولكن ما نحن واثقون منه: أن عمر الإنسان محدود، والموت قريب.
الإعراب: لعمرك: اللام: حرف للقسم، عَمْرُ: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة، وخبره محذوف تقديره: قسمي. ما تدري: ما: نافية لا عمل لها، تدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت. متى: اسم استفهام مبني في محلّ نصب ظرف زمان متعلق بجائي. أنت: مبتدأ مرفوع بالضمة. جائيُ: خبر مرفوع بالضمة. ولكن: الواو: استئنافية، لكن: حرف مشبه بالفعل. أقصى: اسم لكن منصوب بالفتحة المقدرة على الألف، وهو مضاف. مدة مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف. العمر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عاجلُ: خبر لكن مرفوع بالضمة.
وجملة (إنك لا تدري): بحسب ما قبلها. وجملة (لا تدري) استئنافية لا محلّ لها. وجملة (متى الموت جائي): في محلّ نصب سدت مسد مفعولي تدري. وجملة (لكن أقصى ... ): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد: قوله: جائي؛ حيث جاءت الرواية هنا لتدل على إمكانية رفعه بالضمة الظاهرة على الياء، والقياس حذفها.
(٢) التخريج: صدر بيت ذكره من شراح الألفية: الشاطبي والأشموني في ١/ ٤٤ وفي سيبويه ١/ ٥٩. وهو من قصيدة طويلة لجرير بن عطية يهجو بها الأخطل، وهو من الطويل، وعجزه:
................... ... وَيومًا تَرى مِنهنَّ غُولًا تَغوَّلُ
اللغة والشرح: يوافين الهوى: يجازين الهوى، وهو من المجازاة بالزاي المعجمة، غير ماضي: من مضى يمضي، غُولًا: بضم الغين، وهو من السعالي جمع سعلاة وهي أخبث الغيلان، تغوَّل: أصله تتغول، فحذفت إحدى التاءين كما في {نَارًا تَلَظَّى}، وهو من: تغولت الإنسان الغول. أي: ذهبت به وأهلكته.
المعني: يصف النساء بأنهن يومًا يجازين العشاق بوصل مقطّع، ويومًا يهلكنهم بالصدود والهجران.

<<  <  ج: ص:  >  >>