الاستدراك خاصة، نص عليه ابن فلاح.
وعن يونس: أن (لكن): لا تكون عاطفة، بَلْ هي حرف استدراك باق علَى عمله الأصلي؛ كنحو: (ما قام زيد لكن عمرو) على إضمار مبتدأ؛ أَي: (لكن القائم عمرو).
وفي (لكن): ضمير الشّأن اسمها، والجملة خبر فِي محل رفع.
وكذا: (ما رأيت زيدًا لكن عمرًا)؛ أَي: (لكن رأيت عمرًا) فاسمها ضمير فيها، والجملة خبر فِي محل رفع.
وأَجازَ الكوفيون: أَن تعطف فِي الإيجاب؛ كـ (قام زيد لكن عمرو).
ورد: بأنها للاستدراك، وهو لا يكون إِلَّا بَينَ مختلفين؛ كالنفي والإثبات.
ويعطف بِـ (لَا) النّافية:
- بعد النّداء: كـ (يا زيد لا عمرو)، ومنعه محمد بن سعدان الكوفي.
وبعد الأمر: كـ (اضرب زيدًا لا عمرًا).
- وبعد الإثبات: كـ (جاء زيد لا عمرو).
وإِلَي ذلك أشار بقوله: (ولا نداءً أو أمرًا أَو إثباتًا تَلا).
ومنعوا: (جاء رجل لا زيد)، ذكره السّهيلي والأُبَّدي وتلميذه أبو حيان؛ لأنَّ (الرّجل)، يصدق بـ (زيد)؛ أَو لأنَّ (لا) لتوكيد النّفي؛ فنحو: (قام رجل) من قولك: (قام رجل لا امرأة) مقتضٍ لنفي القيام عن المرأة، فدخلت (لا) للتصريح بما تضمنه (قام رجل)، بخلاف: (قام رجل لا زيد)؛ لأنَّ (قام رجل) لا يقتضي نفي القيام عن (زيد).
ومنع عبد الرّحمن الزّجاجي: أَن يعطف بها بعد الفعل الماضي، كـ (قام زيد لا عمرو).
ورده المصنف.
واعتذر عنهُ ابن بابشاذ، قال: لأنه لا يلتبس بالدّعاء؛ فإِن أردت الدّعاء .. جاز، وَلَم تكن (لا) عاطفة. انتهَى.
وأَجازَ الفراء: أَن يعطف بها علَى اسم (لعل)؛ نحو: (لعل زيدًا لا عمرًا قائم).
وهي لقصر الحكم على ما قبلها.