إِذا أبدل اسم من اسم متضمن معنَى همزة الاستفهام .. وجب فِي البدل أَن بلي همزة الاستفهام، ويستوي البدل والمبدل منه فِي لفظ الاستفهام؛ نحو:(من جاءك أزيدٌ أم عمرو؟)، فـ (زيد): بدل من (مَن) المتضمنة معنَى همزة الاستفهام، و (ما أكلت ألحما أم سمكًا؟)، فـ (لحمًا): بدل من (ما)؛ لأَنَّها فِي محل نصب بالفعل بعدها، و (كم دواهمُك أعشرون أم ثلاثون؟)، فـ (عشرون): بدل من (كم)؛ لأنَّها مبتدأ؛ وكقوله:(من ذا أسعيد أم علي؟) برفع سعيد بدل من (مَن) وهي مبتدأ.
وفي القرآن:{قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ}:
فمن مدَّ: فهو بدل من (ما)، وهي استفهامية مبتدأ، و (جئتم به): خبر.
ومن قصر: فهو خبر عن (ما)، وهي موصولة مبتدأ أيضًا.
وقيل غير ذلك.
وتقول:(بمن مررت أبزيد أم بعمرو؟)، وقد حذفت الهمزة فِي قوله تعالَى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} حيث لم يقل: (أعن النّبأ العظيم؟).
وقيل: إن (عن) الثانية متعلقة بفعل محذوف؛ أَي:(يتساءلون عن النّبأ)، والأصل فِي (عمَّ): (عمَّا)، وهي (ما) الاستفهامية حذفت ألفها للجار، كما سيأتي إن شاء الله تعالَى فِي الوقف.
ومثل اسم الاستفهام: اسم الشّرط؛ فإِذا أبدل اسم من اسم متضمن معنَى حرف الشرط .. وجب أيضًا فِي البدل أَن يلي حرف الشّرط؛ نحو:(مَن يقم إن خالدٌ وإن بكر أكرمه)، فـ (خالد) بالرّفع: بدل من (مَن)، وهي مبتدأ، وقد ولي حرف الشّرط كما ولي البدل فيما سبق حرف الاستفهام.
والله الموفق
= الهمز: مفعول ثان للمضمن. يلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة في محل وفع خبر المبتدأ. همزا: مفعول به ليلي. كمن: الكاف جارة لقول محذوف، من: اسم استفهام مبتدأ. ذا: اسم إشارة: خبر المبتدأ. أسعيد: الهمزة للاستفهام، سعيد: بدل من اسم الاستفهام وهو من. أم: حرف عطف. على: معطوف بأم على سعيد.