للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أراد: (يا الله).

وفي "أدب الكاتب" للنحاس: جواز (سبحانك اللهُ)، بتقدير: (يا).

ومنع الأكثرون الحذف مع اسم الجنس: فَلَا يقال: (رجلُ)، علَى إِرادة (يا رجل)؛ لأنَّ الأصل: (يا أيها الرّجل) فخفف واقتصر علَى (يا) وقيل: (يا رجل)؛ فلو حذفت .. لزم إجحاف بارتكاب حذف ثلاثة أشياء، نصر عليه القواس.

* وكذا اسم الإشارة لئلا يلتبس النّداء بغيره.

وقال ابن بابشاذ: لو حذف الحرف مع هذين .. لاجتمع علَى الاسم إبهامه فِي نفسه، وإِبهامه بحذف حرف تنبيهه.

وأَجازَ الحذف مع هذين الكوفيون والمصنف؛ لكنه قليل كما قال: (وَذَاكَ فِي اسْمِ الجِنْس وَالمُشَارِ لَهُ قَلَّ وَمَنْ يَمْنَعْهُ فَانْصُرْ عَاذِلَهْ) يعني: والحذف قليل فِي هذين، ومن منعه .. فانصر عاذله؛ أَي: انصر من يعذله علَى منعه؛ لورود السماع به.

فمن الحذف مع اسم الجنس: قول موسى عليه الصلاة والسّلام: (ثوبي حجرُ)؛ أَي: (يا حجرُ)؛ لأنَّ الحجر فر بثوبه لما وضعه عليه وذهب ليغتسل، وَكَانَ رخامًا.

وقولهم: (افتد مخنوقُ) (١)، و (أصبِح ليلُ) (٢)، و (أطرِق كرا) (٣)؛ (يا مخنوق)، و (يا


= في محل نصب مفعول ثان لأرى إن عدت علمية؛ أو في محل نصب على الحال؛ إن عدت بصرية. إلهًا: مفعول به منصوب لـ (أدين)؛ لأنه بمعنى أعبد. غيرك: صفة لـ (إلها) منصوب، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. الله: لفظ الجلالة منادى بحرف نداء محذوف، مبني على الضم في محل نصب على النداء. راضيًا: حال من فاعل رضيت أو أدين؛ أو مفعول مطلق من رضيت؛ والأول أفضل.
الشاهد: قوله: (اللهُ)؛ حيث جاء لفظ الجلالة (الله) في البيت منادى بحرف نداء محذوف، ومن دون أن يعوض عنه بالميم المشددة؛ وذلك شاذ، ولا يقاس عليه، وعلمنا سابقًا أنه يجب حذف حرف النداء متى لحقت الميم لفظ الجلالة؛ لأنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه؛ وما جاء مغايرًا لذلك؛ فهو مخالف للقياس.
(١) مثل يضرب لكل مضطرٍّ وقع في شدة وضيق؛ وهو يبخل بافتداء نفسه بماله؛ أي افْتَدِ نفسك يا مخنوق، وهو من أمثال الميداني: ٢/ ٧٨، برقم: ٢٧٦٥.
(٢) مثل يضرب لمن يظهر الكراهة والبغض للشيء؛ أي: ائت بالصبح، يا ليل. وهو من أمثال الميداني: ١/ ٤٠٣ برقم: ٢١٣٢.
(٣) هذا جزء من مثل، وتمامه: (إن النعام في القِرى)؛ وهو مثل يضرب لمن تكبَّر وقد تواضع من هو أشرف منه؛ أي: (اخفض يا كرا عنقك للصيد، فإن من هو أكبر وأطول عنقًا منك - وهو =

<<  <  ج: ص:  >  >>