للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فلما لم يباشر حرف النّداء .. أعرب.

فالأول: وجدت فيه علة البناء، بخلاف الثاني كما سبق فِي نحو: (يا زيد العاقل).

وعن الكسائي وأبي الفضل عباس الرّياشي: أَن ضمة (أَي) هنا إِعراب.

وعن الأخفش فِي أحد قوليه: أن (أَي) موصولة، والجملة صلة، والتقدير: (يا الّذي هو الرّجل).

وأَجازَ المازني وأبو إِسحاق الزّجاج: نصب (الرجل)؛ حملًا علَى موضع (أَي) كما تنصب الصّفة فِي نحو: (يا زيد الظريف) حملا على موضع الأول.

ويعضدهما ما حكاه ابن هشام قال: حدثني بعضهم: أنه قرئ (قل يا أيها الكافرين).

ولكن المشهور: امتناع قطع صفتها؛ لتوغلها فِي الإِبهام.

بخلاف: (يا زيد العاقل)، فيجوز نصبه كما علم.

قال ابن بابشاذ: وإِنما جاز (يا زيد العاقل)؛ حملًا على الموضع؛ لأنَّ (زيد) يجوز الوقف عليه فيصير العاقل كالفضلة.

وقول المصنف: (يَلزَمُ بِالرَّفْعِ لَدَى ذِي المَعْرِفَة): فيه تعريض لمذهب المازني والزّجاج.

ويقال فِي المؤنث: (يا أيتها المرأة)، قال تعالى: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}.

وذكر هنا صاحب "البديع": أنها قَد تذكَّر مع المؤنث؛ كقراءة زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما: (يا أيها النّفس المطمئَّنة).

ويجوز وصف (أَي) أيضًا:

- باسم الإِشارة الخالي من الكاف.

- وبالموصول المحلي بـ (أل)، وإِليه أشار بقوله: (وأيهذا أيها الّذي ورد)، فتقول: (يا أيهذا أقبل)، (يا أيهذان أقبلا).

قال الشّاعر:

أَيُّهَذَانِ كُلَا زَادَكُمَا ... ........................... (١)


(١) التخريج: صدر بيت من الرمل، وعجزه: ودعاني واغِلًا فيمن وغل

<<  <  ج: ص:  >  >>