للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الشّيخ: وقد يلي أواخرهن ما يلي آخر المندوب؛ كـ (يا هناه)، (يا هنانيه)، (يا هنانوه)، (يا هنتاه)، (يا هنتانيه)، (يا هناتوه)، وعلَى هذا فهي هاء السّكت.

ورده ابن بابشاذ: بأن هاء السّكت لا تحرك، وهذه قَدْ حركت.

وأكثر البصريين: أنها بدل من الواو الّتي هي لام الكلمة، بدليل عودها فِي الجمع، كقوله:

.......................... ... إِلى هَنَواتٍ شَأنُها مُتَتابِعُ (١)

فوزن (هَناه): (فَعَال)؛ إِذ لا زائد فيه غير الألف.

واعلم أَن الألف والنّون فِي: (يا هنانيه) علامة تثنية.

والياء: أصلها ألف (هناه).

والهاء: إِمّا هاء السّكت، أَو: عوض اللَّام.

وقد انكسرت الهاء فِي (هنانيه) بعد أَن كانت مضمومة؛ لمجاورتها الياء والواو.


(١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أرَى ابنَ نِزارٍ قد جَفاني وملَّني
وهو بلا نسبة فِي سرّ صناعة الإِعراب صناعة الإِعراب ١/ ١٥١، ٢/ ٥٥٩، وشرح شواهد الإِيضاح ص ٥٣٥، ولسان العرب ١٥/ ٣٦٦، ٣٦٩ (هنا)، والمقتضب ٢/ ٢٧٠، والمنصف ٣/ ١٣٩.
اللغة: الهنوات: الأفعال يُستَقْبَحُ ذكرها. ومتتابع: متتالٍ، ويروي: (متايع) بالياء، وهو بمعنى متتابع، ويروي: (كلها) مكان (شأنها).
المعنى: إِن ابن نزار هذا نفر مني وتخلَّى عنِّي بعد إِساءاتي المتكررة.
الإِعراب: أرى: فعل مضارع مرفوع بالضّمة المقدَّرة على الألف للتعذر، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنا. ابنَ: مفعول به منصوب. نزارٍ: مضاف إِليه مجرور. قد: حرف تحقيق. جفاني: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والنون: للوقاية، والياء: مفعول به محلُّه النصب، والفاعل مستتر جوازًا تقديره: هو. وملني: الواو: حرف عطف، ملَّني: فعل ماض مبني على الفتح، والنون: للوقاية، والياء: للمتكلم مفعول به محله النصب، والفاعل مستتر تقديره (هو). إِلى هنوات: جار ومجرور متعلقان بالفعل جفاني. شأنُها: مبتدأ مرفوع بالضّمة، وها: مضاف إِليه محلُّه الجر. متتابع: خبر للمبتدأ شأنها مرفوع بالضّمة.
وجملة (أري): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (جفاني): مفعول به ثانٍ للفعل أرى محلُّها النصب، وعطف عليها جملة (ملَّني). وجملة (شأنها متتابِعُ): صفة لهنوات محلّها الجر.
والشّاهد فيه: قوله: (هنوات) حيث جمعه بالواو، فدلَّ على أن هَنَة من ذوات الاعتلال، وأنَّ لامها واو، وكان القياس أن تقلب الواو فيها ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، إِلَّا أنهم حذفوها للتخفيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>