واختلف هؤلاء علَى ثلاثة مذاهب:
الأول: وهو الصّحيح، أن مدلولها الفعل فهي أسماء لألفاظ الأفعال، فـ (هيهات): اسمٌ للفظ بعد فهو دال علَى ما يدل علَى الحدث والزّمان، لا أنه يدل عليهما.
الثّاني: أنها أسماء لمعاني الأفعال من الأحداث والأزمنة، فمدلولها ما يدل علَى الفعل قاله فِي "البسيط" ونسبه إِلَى ظاهر قول سيبويه.
الثّالث: أنها أسماء للمصادر النّائبة عن الأفعال، فـ (هيهات) علَى هذا بمعنَى (البعد).
والكوفيون: أنها أفعال؛ لدلالتها علَى الزّمان.
وبعض البصريين: أنها أفعال استعملت استعمال الأسماء.
فعلَى القول: بأنها أفعال حقيقة، أَو أسماء لألفاظ الأفعال. . لا موضع لها من الإِعراب، كما أَن الفعل لا موضع لهُ فِي نحو: (بعُدَ العقيق).
وعلَى القول: بأنها أسماء لمعاني الأفعال. . فموضعها رفع بالابتداء وأغنى مرفوعها عن الخبر.
وعلَى القول: بأنها أسماء للمصادر النّائبة عن الأفعال. . فموضعها نصب بأفعالها النّائبة هي عنها، وهو للمازني.
والصّحيح: أنها كلها أسماء أفعال لا موضع لها، فَلَا يعمل شيء فِي لفظها ولَا فِي محلها أيضًا.
والخلاف: إِنما هو فيما إِذا تقدمت؛ كـ (هيهات العقيق)؛ لأنَّ بعضهم صرح بجواز (زيد هيهات).
وحيث وقعت خبرًا. . فلها ما للخبر.
وذهب ابن صابر: إِلَى أَن هذه قسم رابع علَى أقسام الكلمة، سماه: (الخالفة).
والكثير فيها أَن تكونَ بمعنَى: (افعل)؛ كما قال: (وَمَا بمعْنَى افْعَل كآمِيْنَ كَثُرْ)، بفتح النّون اسم لـ (استجِب).
وقيل: من أسماء اللَّه، والتّقدير: (يا أمين).
ورد: بأنه لم يبن علَى الضّم.