يقول:(لكن متكفلًا) بمنع صرف الجمع الّذي علَي وزن (مفاعل)، أَو (مفاعيل) دودنَ بقية الجموع، لعدم النّظير لهما فِي الآحاد، ألا ترَى أن غيرهما من الجموع؛ كـ (جبال)، و (قضبان)، و (فلوس)، و (حُمْر)، و (غُرَف) نظيرها من الآحاد: (هلال)، و (سلطان)، و (جلوس)، و (ومح)، و (صرد).
ولا نظير لـ (مفاعل) و (مفاعيل)، وما لا نظير لهُ: كأنه جمع مرتين، والجمع مرة واحدة علة، فالجمعان علتان كما سبق.
فإن قيل:(أفعل)، و (أفعال): لا نظير لهما أيضًا .. قيل: نظيرهما (جعفر)، و (إكرامَ) فِي توافق المتحرك والسّاكن، فَلَا يضر فتح الهمزة فِي (أفعال)، وكسرها فِي (إكرام)، فلم يبعدا من الواحد كبعد مفاعل ومفاعيل.
*وضابط ما كَانَ علَي مفاعل:
فتح أوله ميمًا أَو غيرها؛ كـ (مَساجد)، و (دَراهم).
- وأن يكون بعد ألفه حرفان متحركان، والأول مكسوو لفظًا كما فِي المثالين أَو تقديرًا نحو:(دواب): جمع دابة، والأصل:(دوابب) فأدغم للمثلين، فما بعد الألف مكسور تقديرًا، وسكونه عارض للإدغام، والكسرة أصلية.
فيخرج: ما كسرته عارضة كما سيأتي.
ويخرج أيضًا: نحو: (عبالّ) بتشديد اللّام جمع (عبالَة): وهو الشّيء الثّقيل، فهو مصروف؛ لأنّ السّاكن الّذي بعد الألف لا حظَّ لهُ فِي التّحريك فهو ساكن وضعًا.
وخرج نحو:(يماني) لفقد الجمعية؛ ولأَنَّ ألفه معوضة من إِحدَى ياءي النّسب، وألف الجمع لم تبدل من شيء، وهو منسوب إِلَى (اليمن)، وَكَانَ القياس (يَمَنِيّ)،
(١) وكن: فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لجمع: جار ومجرور متعلق بقوله: (كافلا) الآتي في آخر البيت. مشبه: نعت لجمع، وفي مشبه ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو يعود إلى (جمع) هو فاعله. مفاعلا: مفعول به لمشبه. أو المفاعيل: معطوف على قوله: (مفاعلا) السابق. بمنع: جار ومجرور متعلق بقوله: كافلا الآتي. كافلا: خبر كن.