للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شرفها اللَّه تعالى.

- وتميم: تمنع صرف هذا النوع؛ للعلمية والعدل عن (حاذمة)، و (راقشة) ونحو ذلك، وإليه أشار بقوله: (وَهْوَ نَظِيْر جُشَمَا عِنْدَ تمِيْمِ).

وسبق أدط (جُشَم) لا ينصرف؛ لأنه علم معدول عن (جاشم).

والمبرد وعبد القاهر: أن نحو: (حذامِ) ممنوع الصرف أيضًا؛ لكن للعلمية والتأنيث المعنوي؛ كـ (زينب).

وبعض تميم يوافق الحجازيين في البناء علي الكسر؛ لكن فيما آخره راء؛ نحو: (سفارِ): اسم ماء، و (عرارِ): اسم بقوة، و (ظفارِ): لبلدة، و (وبارِ): لقبيلة؛ لأنهم يستحسنون الإمالة في لغتهم، فلو أعربوا نحو: (وبار) .. ما أميل في حالة الرفع مثلًا، بخلاف ما إذا كسرت الراء فيمال؛ لأن الكسرة من أسباب الإمالة.

وقليل منهم يعربه إعراب ما لا ينصرف أيضًا.

وقد جمع بين البناء والإعراب، في قوله:

ومَرَّ دهرٌ عَلى وبَارِ ... فهَلكتْ جَهْرَةً وَبارُ (١)

الأول: مكسوو الراء بلا تنوين.

والثاني: مرفوع بالضمة.

وأشار بقوله: (وَاصْرِفَنْ مَا نُكِّرَا مِنْ كُلِّ مَا التَّعْرِيْفُ فِيْهِ أثَّرَا): إلي إن كل اسم ممنوع الصرف للعلمية وعلة أخرى متى قصد تنكيره .. صرف، وسيأتي ذكر ما فيه الخلاف.

فيصرف؛ نحو: (معدي كرب)، و (عثمان)، و (طلحة)، و (زينب)، و (إبراهيم)، و (أحمد)، و (عمر)، إذا قصد تنكيرها؛ لأن إحدى العلتين تزول وهي العلمية، ولم


(١) التخريج: البيت من مخلع البسيط، وهو للأعشى في ديوانه ص ٣٣١؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٤٠؛ وشرح الأشموني ٢/ ٥٣٨؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٢٥، وشرح شذور الذهب ص ١٢٥؛ وشرح المفصل ٤/ ٦٤، ٦٥؛ والكتاب ٣/ ٢٧٩؛ ولسان العرب ٥/ ٢٧٣ (وبر)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٥٨؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٩، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب.
الشاهد: قوله: (وبارِ .. وبارُ)؛ حيث جاء في المرة الأولى مبنيًا علي الكسر، وفي الثانية معربًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>