للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد غلط من جعلها مفسرة فى قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إذ لم تسبق بجملة.

وأجاز بعضهم تفسير القول الصريح بها، وجعل منه: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} وسبق في أول عطف البيان.

ولا يذكر مع المفسرة حرف؛ لأنها بمعنى (أي) كما ذكر.

وقال القواس ما معناه: أنه لا يقال: (أشرت إليه بأن قم) على كونها مفسرة؛ لأن الباء متعلقة بالفعل، فهي من صلته، و (أن) مصدرية لا مفسرة.

* وعن الكوفيين: إنكار المفسرة.

* وتكون (أن) بمعنى (إذ)، وجُعل منه قوله تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}، {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} وهو للكوفيين.

وقال البصريون: مفعول له؛ أي: (لأن جاءه الأعمى).

وهي بمعنى إذ في قوله:

أَتَغضَبُ أَن أُذْنَا قُتَيْبَة حُزَّتَا ... ............... (١)

وقال المبرد: مخففة.

وضعفه بعضهم، قال: لكونها لم تسبق بعلمٍ ولا بـ (ظن).

وفيه نظر؛ إذ هي مخففة على المشهور في قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

* وبمعنى (لئلا) نحو: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}.

وقيل تقديره: (كراهة أن تضلوا).


(١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: جِهارًا ولم تَغْضَبِ لقَتْلِ ابن خازِمِ
وهو للفرزدق في ديوانه ٢/ ٣١١، والأزهية ص ٧٣، وخزانة الأدب ٤/ ٢٠، ٩/ ٧٨، ٨٠، ٨١، والدرر ٤/ ٥٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٨٦، والكتاب ٣/ ١٩١، ومراتب النحويين ص ٣٦، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٢١٨، والجنى الداني ص ٢٤٤، وجواهر الأدب ص ٢٠٤، ومغني اللبيب ١/ ٢٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٩.
الشاهد: قوله: (أن أذنا) حيث جاء (أن) بمعنى (إذ).

<<  <  ج: ص:  >  >>