للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وسبق الكلام في حروف الجر على أحرف القسم وما يتعلق بها.

والحاصل:

أنه يجوز أن يجتمع الشرط والقسم ويكون الجواب للمتقدم منهما ويحذف جواب المتأخر لدلالة جواب الأول عليه:

- نحو: (واللَّه إن قام زيد لأكرمنّك)، بالتوكيد كما علم.

ومنه في القرآن: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ}، واللام هنا موطئة للقسم؛ أي: (واللَّه لئن لم تنته لأرجمنك).

و (واللَّه إن قام زيد لا يقوم عمرو).

وفي القرآن: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ}.

ونحو: (واللَّه إن قام عمرو لسوف يقوم زيد)، و (واللَّه إن قام عمرو لزيد قائم)، و (واللَّه إن قام زيد ما أكرمتك)، وكل هذه الأجوبة للقسم؛ لأنه متقدم على الشرط.

- وتقول: (إن تقم واللَّه أقم)، و (إن يقم زيد واللَّه فيقوم عمرو)، و (إن تقم واللَّه فلن أكرمك)، وهذه الأجوبة للشرط؛ لأنه متقدم على القسم.

واللَّه الموفق

ص:

٧٠٧ - وَإِنْ تَوَالَيَا وَقَبْلُ ذُو خَبَرْ ... فَالشَّرْطَ رَجِّحْ مُطْلَقًا بِلَا حَذَرْ (١)


وَعَرَضتَ دينًا قَد عَلِمتُ بِأَنَّهُ ... مِن خَيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دينا
لَولا المَلامَةُ أَو حِذاري سُبَّةً ... لَوَجَدتَني سَمحًا بِذاكَ مُبينا
الشاهد: قوله: (لن يصلوا) حيث استعمل (لن) للنفي في القسم، وهذا شاذ.
(١) إن: شرطية. تواليا: توالى: فعل ماض فعل الشرط، وألف الاثنين فاعله. وقبل: الواو واو الحال، قبل: ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم. ذو: مبتدأ مؤخر، وذو مضاف, وخبر: مضاف إليه، والجملة من المبتدأ والخبر: في محل نصب حال من ألف الاثنين في (تواليا) السابق. فالشرط: الفاء واقعة في جواب الشرط، الشرط: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: رجح الآتي-. رجح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط. مطلقًا: حال من الشرط. بلا حذر: جار ومجرور متعلق برجح.

<<  <  ج: ص:  >  >>