للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هو الخبر، والجملة: جواب (لو)، وبه قال الزجاج.

وقيل: الجواب محذوف، وتقديره (لأثيبوا)، وقو له: (لمثوبة) جواب قسم محذوف.

وقال الفارسي: إن الجملة من (لهو شرق) مفسرة للفعل الذي كان ينبغي أن يكون جوابًا كما فسر الفعل بجملة اسمية أيضًا في قوله تعالى: {أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ}، التقدير واللَّه أعلم بمراده: (أدعوتموهم أم صمتُّم).

- وندر اقتران جوابها بـ (قد) في قوله عليه الصلاة والسلام: "لو قد جاء مال البحرين لقد أعطيتك" (١)، وكقول الشاعر:

لَو شِئتِ قَدْ نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبَةٍ ... .................... (٢)

- وقد حذف الشرط والجواب، في قوله:

إِنْ يَكُن طِبُّكِ الدَّلَالُ فلو فِي ... سَالِفِ الدَّهرِ وَالسِّنِينَ الخَوَالِي (٣)

التقدير عند الأخفش: (فلو وجد في سالف الدهر والسنين الخوالي لكان كذا).


(١) أخرجه البخاري في القرض برقم ٢٩٨٥.
(٢) التخريج: صدر بيت من الكامل وعجزه: تَدَعُ الحَوَائِم لا يَجُدْن غَلِيلا
شرح أبيات المغني ج ٥/ ١١٤، والهمع ج ٢/ ٦٦، والأشموني ج ٤/ ٣٤١، وشرح المفصل ١٠/ ٦٠.
الشاهد: قوله: (قد نقع) حيث اقترن جواب (لو) بـ (قد)، وذلك نادر.
(٣) التخريج: هذا البيت من الخفيف وهو لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص ١١٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٧؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٦١؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٧٤؛ ومغني اللبيب ٢/ ٦٤٩، وشرح ابن الناظم (ص ٨١٤) والتذييل (٦/ ٩٥٣)، وشرح شواهد المغني (ص ٩٧٣).
اللغة: طبّك: بكسر الطاء وتشديد الباء أي: إن يكن عادتك الدلال فلو كان هذا فيما مضى لاحتملناه، والطب: العادة، والدلال: هو التحاشي والتمانع على المحب، وهو من دلّ يدل من باب ضرب يضرب، والخوالي: المواضي جمع خالية، من (خلا) إذا مضى.
والشاهد فيه: قوله: (فَلَو فِي سالِفِ الدَّهرِ وَالسِّنِينَ الخَوَالِي) حيث حذف فعل الشرط لـ (لو) وجوابه؛ فإن تقدير قوله: (فلو في سالف الدهر): (فلو كان ذلك في سالف الدهر .. لكان كذا)، وشبه (لو) في هذا البيت بـ (إن)، فكما جاز حذف فعل الشرط والجواب بعد (إن) .. كذلك جاز بعد (لو)، لكن ذلك في (إن) لدلالة المعنى جائز، وفي (لو) نادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>