للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذا إن كانت مجهولة الأصل وأميلت في كلامهم؛ نحو: (متى)، فإذا سميت به. . قلت في التثنية: (متيان)، وإليه أشار بقوله: (وَالْجَامِدُ الَّذِي أُمِيْلَ كَمَتَى). . فهي جامدة؛ لأنه لم تشتق من شيء.

وشذ في (حِمى) بكسر الحاء (حموان)، والقياس: (حميان)؛ لأنه من (الحماية)، فألفه عن ياء.

وإن كانت الثالثة عن واوٍ؛ كـ (عصا) و (قفا)، أو مجهولة ولم تمل؛ نحو: (إذا)، و (إلى)، و (على). . قلبت واوًا، هذا معنى قوله: (فِي غَيْرِ ذَا تُقْلَبُ وَاوًا الأَلِفْ)، فتقول في (عصا)، و (قفا): (عصوان)، و (قفوان)، وفي (إذا)، و (إلى)، و (على) أعلامًا: (إذاوان)، و (إلوان)، و (عَلَوان)، وتقول في (رضى) علمًا: (رِضَوَان)؛ لأنه من (الرَّضوان).

وأشار بقوله: (وَأَولِهَا مَا كَانَ قَبْلُ قَدْ أُلِفْ) إلى أن هذه الألف المقلوبة ياءً أو واوًا في التثنية يثبت لها ما ثبت قبل ذلك للمثنى الذي تقدم الكلام عليه في المعرب والمبني، وهو كونك تولي هذه الياء أو الواو ألفًا ونونًا مكسورة في حالة الرفع، وياءً ونونًا مكسورة في النصب والجر مع فتح ما قبل الياء.


= ٣/ ٦٢٣، وشرح المفصل ٦/ ٢١، ومجالس ثعلب ص ٣٣٣، والمقتضب ٩/ ١٦٢، والمنقوص والممدود ص ١٧.
اللغة: المسرة: ما يسر به الإنسان، والجمع مسار، وفي رواية: اللذاذة. الفتاء: الشباب، يقال: فتى فتاء، فهو فتى، أي: بين الفتاء.
المعنى: إذا بلغ الإنسان هذه السن فقد ذهبت ملذاته التي يسر بها، وولى عنه شبابه الذي يتيه فيه ويعجب به.
الإعراب: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان. عاش: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. الفتى: فاعل عاش. مائتين: مفعوله منصوب بالياء؛ لأنه مثنى. عامًا. تمييز. فقد: الفاء واقعة في جواب الشرط غير الجازم، قد: حرف تحقيق. ذهب: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. المسرة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. والفتاء: الواو: حرف عطف، الفتاء: معطوف على المسرة مرفوع مثله.
وجملة (إذا عاش) ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ذهب المسرة) جواب الشرط غير الجازم لا محل لها.
الشاهد: قوله: (والفتاء)؛ حيث جاء مصدر الفتوة ممدودًا، والأصل: (الفتوة).

<<  <  ج: ص:  >  >>