للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فلا فائدة فِي تصغيرها.

قال: وكذا لا يصغر (غد) حملًا على نقيضه وهو أمس؛ لأن أمس غير متمكن بما تضمنه من معنى الحرف.

واللَّه الموفق

ص:

٨٥٤ - وَصَغَّرُوا شُذُوْذًا الَّذِي الَّتي ... وَذَا مَعَ الفُرُوْعِ مِنْهَا تَا وَتِي (١)

ش:

تقدم أنه، لا يصغر إِلا المتمكن، فخرج نحو: (متى)، و (عند) كما سبق.

وذكر هنا: أنه شذ تصغير ما ليس متمكنًا، كالموصول واسم الإِشارة؛ تشبيهًا له بالمتمكن من حيث كونه يوصف ويوصف به، ويذكر ويؤنث، ويثنى ويجمع، فمنه: (اللَّذَيا)، و (اللَّتَيا) فِي (الذي)، و (التي) بفتح الأول.

ولم يضموا اللام فيهما كما هو مصطلح التصغير؛ لأن الألف المزيدة فِي الآخر عوض من الضم، قال الشاعر:

بَعدَ اللُّتَيَّا وَالَّتِي واللَّاتِي ... . . . . . . . . . . . . . . (٢)


(١) وصغروا: فعل وفاعل. شذوذًا: حال من الواو فِي صغروا: أي شاذين. الذي: مفعول به لصغروا. التي: معطوف على الذي بعاطف مقدر. وذا: معطوف على الذي. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من. ذا: أو متعلق بقوله: (صغروا) السابق. ومع: مضاف، والفروع: مضاف إِليه. منها: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. نا: مبتدأ مؤخر. وفي: معطوف على نا.
(٢) التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: زَعَمْنَ أنِّي كَبِرت لِدَاتِي
البيتان من الرجز المشطور قال فيهما صاحب خزانة الأدب (٦/ ١٥٦): لا أعرف ما قبلهما ولا قائلهما مع كثرة ورودهما في كتب النحو. والبيت فِي شرح التسهيل (١/ ٢٣٣) وفي التذييل والتكميل (١/ ٧١٤). وفي شرح المرادي (١/ ٢٣٩) وفي معجم الشواهد (ص ٤٥١).
والحقيقة أن البيت الشاهد هنا متداخل من بيتين، الأول مجهول القائل، وهو:
مِنَ اللَّوَاتي وَالَّتي وَاللَّاتي ... زَعَمْنَ أَنِّي كَبِرْتُ لِدَاتِي
والثاني: للعجاج، وهو:
بعد اللُّتيّا واللُّتيّا وَالَّتِي ... إِذَا عَلَّتْهَا أَنْفُس تَرَدَّتِ
اللغة: اللواتي واللاتي: جمع للتي. كبِيرت: بكسر ثانيه من الكبر فِي السن. لِدَاتي: جمع لِدَة، ولِدَةُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>