للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لكن أجاب الكسائي وأبو عبيدة: بأنها إنما منعت الصرف؛ لأنها أشبهت (صحراء)، ولهذا قالوا في جمعها: (أشياوات)، كما قالوا: (صحراوات).

قيل: ويلزمهما أن لا يصرف (أسماء)، و (أنباء)؛ لأنهم قالوا: (أسماوات)، و (أنباوات).

والأخفش والفراء: على أن المفرد: (شيِّء) بهمزة بعد الياء المشددة المكسورة، مثل: (هيِّن)، على (فيعل)، ثم خفف بحذف إحدى الياءين كما خفف (هيّن)، فحصل: (شيء) بياء خفيفة على، (فَعْل)؛ كـ (فَلْس)، ثم جمع على (أَفْعِلاء) على غير قياس، فحصل: (أَشْيِئَاء) بألف بين همزتين، ثم حذفت اللام وهي الهمزة الأولى، فحصل: (أشياء)، فوزنها حينئذ: (أَفْعِئَاء).

ويرد على هذا المذهب تصغيرها على (أُشَيّا) بياء مشددة بعد الشين الأولى ياء التصغير.

ولو كان كما قالوا. . لوجب رد (أشياء) إلى مفرده، ثم يصغر، ثم يجمع بألف وتاء، لما علم من أن جمع الكثرة نحو: (أَفعِلاء)، و (فُعُول) إذا قصد تصغيره. . يرد إلى مفرده، ثم يصغر، ثم يجمع بواو ونون إن كان لمذكر عالم، أو بألف وتاء في غيره، كما ذكر مفصلًا في آخر التصغير.

ولهذا قال المازني سألت الأخفش عن تصغير (أشياء) فقال: (أُشَيّا) كما سبق، فقلت له: يجب على قولك أنها (أفعِلاء) أن ترده إلى الواحد، فتصغره ثم تجمعه، فسكت الأخفش.

وقال بعضهم: أصلها (أَشْئِيا) على (أَفْعِلا)، كما قال الأخفش.

إلا أن واحدها (فعيل)؛ كـ (صَديق)، و (أَصدِقاء)؛ لكنَّ جمع (فَعِيل) الصحيح اللام: على (أَفعِلاء) قليل كما سبق في جميع التكسير.

بخلاف المعتل اللام؛ كـ (سَخِي وأسخِياء).

والمضاعف: كـ (خليل وأَخِلَّاء).

والمذهب الأول. أولى؛ لسلامته من هذا كله.

واختلف في وزن (الذُّريَّة):

فقيل: (فُعْلِيَّة)؛ كـ (قُمْرِيَّة).

<<  <  ج: ص:  >  >>