للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هُمَا نَفَثَا فِي فِيَّ مِن فَمَوَيْهِمَا ............ (١)


(١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: لي النَّابِحُ العَاوِي أَشَدُّ رِجَامِ
وهو للفرزدق في ديوانه ٢/ ٢١٥، وتذكرة النحاة ص ١٤٣، وجواهر الأدب ص ٩٥، وخزانة الأدب ٤/ ٤٦٠ - ٤٦٤، ٧/ ٤٧٦، ٥٤٦، وشرح شواهد الشافية ص ١١٥، والكتاب ٣/ ٣٦٥، ٦٢٢، ولسان العرب ١٢/ ٤٥٩ (فمم)، ١٣/ ٥٢٦، ٥٢٨ (فوه)، والمحتسب ٢/ ٢٣٨، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٣٥، والأشباه والنظائر ١/ ٢١٦، والإنصاف ١/ ٣٤٥، وجمهرة اللغة ص ١٣٠٧، والخصائص ١/ ١٧٠، ٣/ ١٤٧، ٢١١، وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ٢١٥، والمقتضب ٣/ ١٥٨، والمقرب ٢/ ١٢٩، وهمع الهوامع ١/ ٥١.
المعنى: البيت من قصيدة للشاعر يعلن فيها توبته، ويهجو فيها إبليس اللعين، ومنها قوله:
أَطَعتُكَ يا إِبليسُ سَبعينَ حِجَّةً ... فَلَمّا اِنتَهى شَيبي وَتَمَّ تَمامي
فَرَرتُ إِلى رَبّي وَأَيقَنتُ أَنَّني ... مُلاقٍ لِأَيّامِ المَنونَ حِمامي
وَلَمّا دَنا رَأسُ الَّتي كُنتُ خائِفًا ... وَكُنتُ أَرى فيها لِقاءَ لِزامِ
حَلَفتُ عَلى نَفسي لِأَجتَهِدَنَّها ... عَلى حالِها مِن صِحَّةٍ وَسَقامِ
أَلا طالَ ما قَد بِتُّ يوضِعُ ناقَتي ... أَبو الجِنِّ إِبليسٌ بِغَيرِ خِطامِ
يَظَلُّ يُمَنّيني عَلى الرَّحْلِ وارِكًا ... يَكونُ وَرائي مَرَّةً وَأَمامي
يُبَشِّرُني أَن لَن أَموتَ وَأنَّهُ ... سَيُخلِدُني في جَنَّةٍ وَسَلامِ
فَقُلتُ لَهُ هَلّا أُخَيَّكَ أَخرَجَت ... يَمينُكَ مِن خُضرِ البُحورِ طَوامِ
رَمَيتَ بِهِ في اليَمِّ لَمّا رَأَيتَهُ ... كَفِرقَةِ طَودَي يَذبُلٍ وَشَمامِ
فَلَمّا تَلاقى فَوقَهُ المَوجَ طامِيًا ... نَكَصتَ وَلَم تَحتَل لَهُ بِمَرامِ
أَلم تَأتِ أَهلَ الحِجرِ وَالحِجرُ أَهلُهُ ... بِأَنعَمِ عَيشٍ في بُيوتِ رُخامِ
فَقُلتَ اِعقِروا هَذي اللَّقوحَ فَإِنَّها ... لَكُم أَو تُنيخوها لَقوحُ غَرامِ
فَلَمّا أَناخوها تبَرَّأتَ مِنهُمُ ... وَكُنتَ نَكوصًا عِندَ كُلِّ ذِمامِ
وَآدَمَ قَد أَخرَجتَهُ وَهوَ ساكِنٌ ... وَزَوجَتَهُ مِن خَيرِ دارِ مُقامِ
وَأَقسَمتَ يا إِبليسُ أنَّكَ ناصِحٌ ... لَهُ وَلَها إِقسامَ غَيرِ إِثامِ
فَظَلّا يَخيطانِ الوِراقَ عَلَيهِما ... بَأَيديهِما مِن أَكلِ شَرِّ طَعامِ
فَكَم مِن قُرونٍ قَد أَطاعوكَ أَصبَحوا ... أَحاديثَ كانوا في ظِلالِ غَمامِ
وَما أَنتَ يا إِبليسُ بِالمَرءِ أَبتَغي ... رِضاهُ وَلا يَقتادُني بِزِمامِ
سَأُجزيكَ مِن سَوآتِ ما كُنتَ سُقتَني ... إِلَيهِ جُروحًا فيكَ ذاتَ كِلامِ
تُعَيِّرُها بِالنارِ وَالنارُ تَلتَقي ... عَلَيكَ بِزَقّومٍ لَها وَضِرامِ=

<<  <  ج: ص:  >  >>