للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ش:

(فُعْلى) بضم الفاء وسكون العين إن كانت اسمًا ولامها واو .. صحت الواو؛ نحو: (حُزوى): اسمِ موضع بالحجاز.

وإن كانت وصفًا .. فبالعكس مما ذكر في البيت قبله، يعني: أن الواو تقلب ياءً طلبًا للتخفيف؛ نحو: (العليا)، و (الدنيا)، والأصل: (العُلوَا)، و (الدُّنوَا)، فقلبت الواو ياءً، بخلاف ما تقدم في البيت قبله، فقلبت فيه الياء واوًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا}؛ أي: (القريبة)، قاله في "الكشاف".

ونص المصنف: على أن (دنيا) وصف باعتبار الأصل، وغلبت عليه الاسمية.

قال في توضيحه: و (دنيا) في الأصل مؤنث (أدنى) (أَفعل) تفضيل، وهو إذا نكر .. لزم الإفراد والتذكير، وامتنع تأنيثه وجمعه؛ لكن خلع عن الوصفية واستعمل استعمال الأسماء؛ كـ (رُجعى) و (بُهمى). انتهى.

ونص بعضهم: على منع صرفها.

وقال بعضهم: يستعمل نكرة ومعرفة.

وروى بالتنوين وعدمه، قوله:

............ فِيْ سَعْيِ دُنْيَا طَالَ مَا قَد مُدَّتِ (١)


=الناقص. لا: نافية. يخفى: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى كون الواقع مبتدأ، والجملة من يخفى المنفي بلا وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
(١) التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: يومَ ترى النفوسُ مما أَعَدَّت
وهو للعجاج في ديوانه ص ٤١٠؛ وخزانة الأدب ٨/ ٢٩٦، ٢٩٨، ٢٩٩، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٥٠؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٨/ ٣١٦.
اللغة: مُدَّت: تطاولت وامتدت.
المعنى. إن النفوس سترى حصِيلة أمورها التي أخذت أبعادها ومداها في هذه الدنيا المديدة.
الإعراب: في سعي: جار ومجرور متعلّقان بالفعل غَبَّت المذكور في بيت سابق. دنيا: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف للتعذر. طالما: كافة. مكفوفة قد: حرف تحقيق. مُدَّت: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث لا محل لها، وحرّكت لضرورة القافية، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي.
وجملة (مُدَّت): صفة لـ (دنيا) محلها الجر.
والشاهد قوله: (دنيا) حيث روي بالتنوين وعدمه، والسبب مذكور في المتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>