للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مع أن سبب الإعلال موجود.

فقيل: لأن الأصل (يئِس) و (شَجَرة) فأخَّروا الياء إلى موضع الهمزة في الأول، ووضعوا ياء موضع الجيم في الثاني، فسلمت الياء في الموضعين؛ لأن الهمزة أو الجيم لو كانت في محلها .. لم تبدل، فعوملت الياء في (أيس) معاملة الهمزة في (يئِس)، وعوملت الياء في (شَيَرَة) معاملة الجيم في (شَجَرَة)، ومن ذلك قول الشاعر:

إذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ ظِلٌّ وَلَا جَنَى ... فَأَبْعَدَكُنَّ اللَّهُ مِنْ شَيَرَاتِ (١)

والأصل: (شَجَرات).

و (اليأس): القنوط، ويأتي بمعنى العلم، قال الشاعر:

................ أَلَم تَيأَسُوا أَنّي ابْنُ فَارِسِ زَهْدَمِ (٢)


(١) التخريج: البيت من الطويل، وهو لجعيثنة البكائي في سمط اللآلي ص ٨٣٤؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣/ ٨٥٩؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٨٩.
اللغة: الجنى: ما يجتني من الشجر. شيرات: أي شجرات.
الإعراب: إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص. فِيكُنَّ: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. ظِلٌّ: اسم يكن مرفوع. ولا الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفي. جنى: معطوف على ظِلٌّ مرفوع. فأبعدكن: الفاء: رابطة جواب الشرط، وأبعدَ: فعل ماض، وكن: ضمير في محل نصب مفعول به. اللهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع. من شَيَرات: جار ومجرور متعلقان بحال من مفعول أبعد.
وجملة (إذا لم يكن فأبعدكن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لم يكن ... ): في محل جر بالإضافة. وجملة (أبعدكن ... ): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد فيه قوله: (شيرات) حيث أبدلت الجيم بياء لأن الأصل شجرات.
(٢) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني
وهو لسحيم بن وثيل اليربوعي في لسان العرب ٥/ ٢٩٨ (يسر)، ٦/ ٢٦٠ (يأس)، ١٢/ ٢٧٩ (زهدم)، والتنبيه والإيضاح ٢/ ٣١٠، وتهذيب اللغة ١٣/ ٦٠، ١٤٢، وتاج العروس ١٤/ ٤٦٢ (يسر)، ١٧/ ٥٠ (يئس)، (زهدم)، (لزم)، وديوان الأدب ٤/ ٢١٦، وأساس البلاغي (يئس)، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٦/ ١٥٤، وديوان الأدب ٣/ ٢٥٨، والمخصص ١٣/ ٢٠.
الشاهد: قوله: (ألم تيأسوا)؛ حيث استعمل (يئس) بمعنى (علم)؛ أي ألم تعلموا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>