للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ش:

سبق أن الاسم إذا شابه المضارع يعل.

و (مِفعل) بكسر الميم يشبه المضارع وزنًا في لغة كنانة؛ فإنهم يكسرون حرف المضارع إلا فيما أوله ياء قبل ضمة؛ نحو: (تِقُوم).

وبلغتهم قرأ زيد بن علي ويحيى بن وثاب: (نِعْبُد) بكسر النون.

وحكى الحياني في "نوادره" عن الكسائي: أن ناسًا من بني دبير وغيرهم يكسرون التاء والنون والألف مما فتحت عينه في الماضي والمستقبل؛ كـ (ذهَب يذهَب)، فتقول: (تِذْهَب) و (نِذهَب) بكسر الياء والنون أيضًا.

قال شاعرهم:

دَعُونِيَ إِذهَبْ فِي البِلَادِ بِرِثَّتِي (١)

بكسر همزة المضارع.

فنص الشيخ: على تصحيحه حملًا على (مِفعَال) الذي لا يشبه المضارع وزنًا ولا زيادة؛ نحو: (مِنوَال) كما سبق، فتقول: (مِخْيَط)، و (مِقوَل) من غير إعلال.

وأشار بقوله: (وَأَلِفَ الإفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ أَزِلْ لِذَا الإِعْلَالِ وَالْتَّا الزَمْ عِوَضْ) إلى أن المصدر الذي على وزن (إِفعال)، و (استفعال): إن كان معتل العين .. حذفت ألفه وعوض عنها التاء في آخره؛ نحو: (إقامة) و (استقامة) و (استعاذة) والأصل: (إقوَام) و (استقوام) و (استِعوَاذ) فقصد إعلال هذا المصدر حملًا على فعله، فنقلت فتحة الواو إلى ما قبلها، ثم قلبت ألفًا فالتقى ساكنان فحذفت إحدى الألفين وهي الأولى عند الأخفش والفراء، والثانية عند الخليل وسيبويه، وعُوِّض عنها التاء في آخره فحصل: (إقامة) و (استقامة) و (استعاذة).

وقد تحذف هذه التاء نقلًا عن العرب، كما قال: (وَحَذْفُهَا بِالْنَّقْلِ رُبَّمَا عَرَضْ)، ومنه قوله تعالى: {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ} ونحو قولهم: (أجاب إجابًا) ولم يقولوا: (إجابة)، ونبه الشيخ عليه في أبنية المصادر أيضًا.


(١) التخريج: لم أجده فيما بين يدي من مراجع.
الشاهد: قوله: (إِذهب) حيث كسر همزة المضارع على لغة ناس من قبيلة دبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>