للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقولِ الآخِر:

وَرُبَّمَا فَاتَ قَومٌ جُلُّ أَمرِهِمُ ... مَعَ التَّأنِّيْ وَكَانَ الحَزْمُ لَو عَجِلُوا (١)

أَي: (ما كان ضرك منُّك؟)، و: (كان الحزم عجلهم).


صلى اللَّه عليه وسلم، وكان قد قتل أباها صبرًا بالصفراء، بعد انصرافه من غزوة بدر، قيل، لأنه كان يقرأ على العرب أخبار العجم، ويقول لهم: محمد يأتيكم بأخبار عاد وثمود، وأنا آتيكم بخبر الأكاسرة والقياصرة، يريد بذلك إيذاء الرسول، روي أن الرسول -عليه السلام- لما سمع كلامها قال: لو سمعتها قبل أن أقتله ما قتلته ولعفوت عنه.
اللغة: ضرك: عاد عليك بالضرر. مننت: أنعمت وتفضلت المغيظ: اسم مفعول، من غاظه يغبظه؛ إذا أغضبه وأثاره، المحنق: الذي يكن الغيظ في صدره، وهو اسم مفعول أيضًا من أحنفه، إذا أغضبه.
المعنى: أيُّ ضرر كان يلحقك يا رسول اللَّه لو تفضلت وأنعمت على أبي بالعفو؟ وكثيرًا ما يعفو الرجل الكريم وهو مملوء غيظًا وغضبًا.
الإعراب: ما: استفهامية مبتدأ. كان: زائدة. ضرك: فعل ومفعول. لو مننت: لو مصدرية وهي وما بعدها في تأويل مصدر فاعل ضر. وربما: الواو واو الحال، ورب حرف تقليل وجر شبيه بالزائد، وما كافة. منَّ الفتى: فعل وفاعل. وهو: الواو للحال، وهو مبتدأ. المغيظ: خبر. المحنق: صفة له، أو خبر بعد خبر.
وجملة (ضرك لو مننت): خبر المبتدأ (ما).
الشاهد: (لو مننت)؛ فإن (لو) مصدرية، وما بعدها في تأويل مصدر، ولم تتقدمها (ود) ولا (يود) ونحوهما؛ وهذا قليل.
(١) التخريج: البيت من بحر البسيط نسب للأعشى وللقطامي وليس في ديوان أحد منهما. وهو من شواهد المغني (٢/ ٣٥٠)، وانظره في معجم الشواهد (ص ٢٩١) وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٢٨) والتذييل والتكميل (٣/ ١٥٧).
الإعراب: وربما: الواو واو الحال، ربما: كافة ومكفوفة. فات: فعل ماض. قومًا: مفعول به. جلُّ: فاعل، وهو مضاف. أمرهم: مضاف إليه، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مع التأني: جار ومجرور متعلقان بالفعل فات. وكان: الواو حرف عطف، كان: فعل ماض ناقص. الحزم: اسم كان مرفوع. لو: حرف مصدري. عجلوا: فعل وفاعل، ولو المصدرية والفعل في تأويل: مصدر في محل نصب خبر كان.
الشاهد: قوله: (لو عجلوا)؛ وقعت لو مصدرية من دون أن يسبقها (ود) ونحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>