وهو من الطويل، لقائل مجهول، وانظره في الجنى الداني (٣٢٢)، وشرح شواهد المغني (٧١٧)، وشرح جمل الزجاجي (٢/ ٢٦٤)، والتذييل والتكميل (٣/ ١٥٤)، وفتح القريب المجيب (٣/ ١٦٦). المفردات: الأمير: ذو الإمرة والولاية، وكثيرًا ما يطلق على الواحد وغيره. الخيانة: ضد الأمانة. الغدر: ضد الوفاء. المعنى: يقول: إنكما أميران لي في جميع أموري؛ أي: أطيعكما فيما تأمران به بسبب كونكما غير أهل الخيانة والغدر، أي موثوقًا بكما. الإعراب: الهمزة: حرف استفهام تقريري. ليس: فعل ماض ناقص. أميري: خبر ليس مقدم منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. في الأمور: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من أميري، والعامل ليس بما فيها من معنى النفي، أو هما متعلقان بأميري. إن قلنا إنه صفة مشبهة. بأنتما: الباء: حرف جر زائد. أنتما: اسم ليس مؤخر، وزيدت الباء فيه لوقوعه في محل الخبر، هذا وجوز البغدادي: اعتبار (أميري) اسم ليس و (أنتما) خبرها، وزيدت الباء في الخبر، ونقل عن الأخفش جعل اسم ليس ضمير شأن محذوفًا، فتكون الجملة الاسمية (أميري أنتما) في محل نصب خبرها، فيكون التقدير: أليس الأمير أميري أنتما، كما نقل عن الشمني جعل بأنتما فاعل أميري مغنيًا عن الخبر، والمعتمد الأول من هذه الأعاريب. بما: الباء: حرف جر. ما: مصدرية. لستما: فعل ماض ناقص، مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. أهل: خبر ليس، وهو مضاف. والخيانة: مضاف إليه. والغدر: معطوف على الخيانة بواو العطف، وما مصدرية، والفعل ليس في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بما تعلق به (في الأمور). الشاهد: في البيت قوله: (بما لستما)؛ حيث دخلت (ما) المصدرية على الفعل الجامد، ندورًا، وبهذا البيت رجح القول بحرفيتها، إذ لا يتأتى هنا ضمير يعود عليها لو كانت اسمًا، قال البغدادي: ولم يرتضه أبو علي في الشيرازيات، وقال: تقديره: بما لستما أي لأجله، ولم يجز أن تكون (ما) مصدرية؛ لأن ليس لا تكون صلة لما المصدرية، فتكون (ما) نكرة موصوفة موصولة اسمية. اهـ.