للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فالتي بدأ بها: للذكور العقلاء عَلَى الأصل؛ بدليل: (يستلئمون)؛ أَي: يلبسون اللأمة في الحرب وهي الدرع، والثانية: وقعت موقع اللاتي، والمراد بها: خيول الحرب.

والحدإ: جمع حدأة وهو الطائر المعروف. والقُبْلِ: بضم القاف: التي في عينها قَبَل بفتحتين.

وقوله: (مُطْلَقَا) معناه: أن لفظ (الذين) بالياء في الأحوال الثلاث.

وبنو هذيل وأسد يقولون في الرفع: (اللذون) وفي غيره: (الذِينَ)؛ لأنهم يشبهونه بصفات من يعقل؛ قال شاعرهم:

نَحْنُ اللَّذُونَ صَبَّحُوا الصَّبَاحَا ... ................ (١)


= جمع قبلاء، وهي التي في عينها القبل -بفتح القاف والباء جميعًا- وهو الحور.
المعنى: إن حوادث الدهر والزمان قد تمتعت بشبابنا قديمًا، فتبلينا المنون ونبليها، وتبلي من بيننا الدارعين والمقاتلة فوق الخيول التي تراها يوم الحرب كالحدأ في سرعتها وخفتها.
الإعراب: وتبلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود على المنون في البيت السابق. الألى: مفعول به لتبلي. يستلئمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة فاعله، والجملة لا محل لها صلة الموصول. على: حرف جر. الألى: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال، صاحبه الألى الواقع مفعولا به لتبلي. تراهن: ترى: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والضمير البارز مفعول أول. يوم: ظرف زمان متعلق بقوله ترى، ويوم مضاف. والروع: مضاف إليه. كالحدأ: جار ومجرور متعلق بترى، وهو المفعول الثاني. القبل: صفة للحدأ.
وجملة (ترى وفاعله ومفعوليه): لا محل لها صلة الموصول.
الشاهد: قوله: (الألى تراهن)؛ حيث استعمل لفظ الألى في المرة الأولى في جمع المذكر العاقل، ثم استعمله في المرة الثانية في جمع المؤنث غير العاقل، لأن المراد بالألى تراهن ... إلخ: الخيل كما بينا في لغة البيت، والدليل على أنه استعملها هذا الاستعمال: ضمير جماعة الذكور في يستلئمون وهو (الواو)، وضمير جماعة الإناث في تراهن وهو (هن).
(١) صدر بيت وعجزه: يوم النخيل غارة ملحاحا
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٧٢، ولليلى الأخيلية في ديوانها ص ٦١، ولرؤبة أو لليلى أو لأبي حرب الأعلم في الدرر ١/ ٢٥٩، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٢، والمقاصد

<<  <  ج: ص:  >  >>