للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومن قال: إِن الأصل: "وي لأُمِّه" فتكون اللام قد ضمت تبعًا للهمزة المحذوفة كما كسرت الهمزة تبعًا للام في قراءة: (فلإِمِّهِ الثلث)، ذكره المصنف في "توضيحه"، ويؤّيِّدُ الخليلَ قولُ الشَّاعرِ:

يا خَليليَّ اربَعَا واستخبِرا الْـ ... ـمنزِلَ الدَّارسَ عَن حيٍّ حِلالْ (١)

والأصلُ: "المنزل"، و"أل" فيه للتعريف، ففصلها عروضًا، ولو كانت اللام وحدها معرفةً .. مَا جاز فصلها عروضًا.

والحِلال بكسر الحاء: أي حالِّين.


الإِعراب: ويلمّهم: ويل: مبتدأ مرفوع بالضمة، خبره متعلّق الجار والمجرور الَّذِي بعده، والأصل: ويلٌ لأمّهم. فحذف تنوين ويلٌ وأدغمت لامه في اللام الخافضة ثُمَّ حذفت إِحدى اللامين بعد حذف همزة أمّ تخفيفًا، فحركت اللام بحركة الضم التي كانت لها قبل حذف التنوين وقبل الإِدغام، وأمهم: مضاف إِليه مجرور بالكسرة، وهِم: مضاف إِليه محله الجر. معشرًا: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة. جما: خبر مقدم مرفوع بضمة مقدرة على الهمزة المحذوفة لضرورة الشعر. بيوتهم: مبتدأ مرفوع مؤخر، وهم ضمير مضاف إِليه في محل جر. من الرماح: جار ومجرور متعلقان بالخبر. وفي: الواو: حرف عطف، في: حرف جر. المعروف: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. تنكير: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة: (ويلمهم) ابتدائية لا محل لها. وجملة: (جما بيوتهم) صفة معشرًا منصوبة مثلها.
الشاهد: قوله: ويلُمِّهم؛ حيث حذف الألف من أمهم لكثرة الاستعمال.
(١) التخريج: هذا البيت: أول قصيدة عدتها سبعة عشر بيتا كل أبياتها ينتهي شطرها الأول بأل كهذا البيت إِلَّا بيتا واحدا، وهي لعبيد بن الأبرص الأسدي، وهي من الرمل.
الشرح: أربعا: أمر للاثنين من ربع يربع إِذا وقف وانتظر وهو بفتح العين فيهما. الدارس من درس المنزل إِذا عفا. حلال: بكسر الحاء المهملة وفتح اللام مخففة جمع حال بمعنى نازل ومقيم.
الإِعراب: يا: حرف نداء. خليلي: منادى منصوب بالياء لأنه مثنى وياء المتكلم مضاف إِليه. أربعا: فعل أمر، وألف الاثنين فاعله. واستخبرا: فعل أمر، وألف الاثنين فاعله. المنزل: مفعول لاستخبرا. الدارس: نعت للمنزل. عن حي: جار ومجرور متعلق باستخبرا. حلال: صفة لحي.
الشاهد: قوله: (الـ) في المنزل؛ حيث فصل الشَّاعر حرف التعريف وهو أل عن المعرف، وجعل حرف التعريف آخر الشطر الأول من البيتين ووقف عليه، ثُمَّ جاء بالمعرف أول الشطر الثاني، وهذا عند الخليل يدل على أَن حرف التعريف هو أل وليست اللام وحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>