للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ش:

يقع الخبر ظرفًا؛ كـ (زيد عندك).

ومجرورًا؛ كـ (زيد فِي الدّار).

وكلاهما متحمل لضمير منتقل إِليه من الخبر الأصلي المحذوف العامل فِي الظّرف والمجرور، وهو الكون العام الّذي لا يجوز إِظهاره، مكانيًا كَانَ الظّرف كما سبق، أَو زمانيًا؛ كـ (السفر غدًا).

وهو مفرد، تقديرُهُ:

(كائن)، مِن (كَانَ التّامة).

أَو: (مستقر)، وقد صرح بالمحذوف شذوذًا فِي قولِهِ:

لكَ العِزُّ إِنْ مَوْلاكَ عَزَّ وَإِن يَهُن ... فَأَنتَ لَدَى بُحْبُوحَةِ الهُونِ كَائِنُ (١)


(١) التخريج: هذا البيت من الشّواهد الَّتي لم يذكروها منسوبة إلى قائل معين.
اللُّغة: مولاك: يطلق المولى على معان كثيرة، منها السّيد، والعبَد، والحليف، والمعين، والنّاصر، وابن العم، والمحب، والجار، والصّهر. يهن: قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في تحقيقه لابن عقيل: يروى بالبناء للمجهول كما قاله العيني وتبعه عليه كثير من أرباب الحواشي، ولَا مانع من بنائه للمعلوم، بل هو الواضح عندنا، لأن الفعل الثّلاثي لازم، فبناؤه للمفعول مع غير الظّرف أو الجار والمجرور ممتنع، نعم يجوز أن يكون الفعل من أهنته أهينه، وعلى هذا يجيء ما ذكره العيني، ولكنه ليس بمتعين، ولَا هو ممَّا يدعو إِليه المعنى، بل الذي اخترناه أقرب، لمقابلته بقوله: (عزَّ) الثّلاثي اللّازم، وقوله: بحبوحة: هو بضم فسكون، وبحبوحة كل شيء: وسطه. الهون: الذل والهوان.
الإِعراب: لك: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. العز: مبتدأ مؤخر. إِن: شرطية. مولاك: مولى: فاعل لفعل محذوف يقع فعل الشّرط، يفسره المذكور بعده، ومولى مضاف، والكاف ضمير خطاب مضاف إِليه عز: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إِلى مولاك، والجملة لا محل لها مفسرة، وجواب الشّرط محذوف يدل عليه الكلام، أي: إِن عز مولاك فلك العز. وإِن: الواو عاطفة، وإِن: شرطية. يَهُن: فعل مضارع فعل الشّرط مجزوم وعلامة جزمه السّكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إِلى مولاك. فأنت: الفاء واقعة في جواب الشّرط، أنت: ضمير منفصل مبتدأ. لدى: ظرف متعلق بكائن الآتي، ولدى مضاف. بحبوحةِ: مضاف إِليه، وبحبوحة مضاف. الهون: مضاف إِليه. كائنُ: خبر المبتدأ، والجلمة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشّرط.
الشَّاهد: قوله: (كائن)؛ حيث صرح به -وهو متعلق الظّرف الواقع خبرًا- شذوذًا، وذلك لأن الأصل عند الجمهور: أن الخبر -إِذا كَانَ ظرفًا أو جارًا ومجرورًا- أن يكون كل منهما متعلقًا=

<<  <  ج: ص:  >  >>