المعنى: لقد قرب قلبي أن يذوب من شدة ما حل به من الوجد والحزن، حين أبلغني الوشاة الذين يسعون بالإفساد بيني وبين من أحبها أنها غاضبة علي. الإعراب: كرب: فعل ماض ناقص. القلب: اسمه. من جواه: الجار والمجرور متعلق بقوله: يذوب الآتي، أو بقوله: كرب السابق، وجوى مضاف، وضمير الغائب العائد إلى القلب: مضاف إليه. يذوب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى القلب، والجملة من يذوب وفاعله في محل نصب خبر كرب. حين: منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بقوله: يذوب السابق. قال: فعل ماض. الوشاة: فاعل قال. هند: مبتدأ. غضوب: خبره، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول، وجملة (قال): وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة حين إليها. الشاهد: قوله: (يذوب)؛ حيث أتى بخبر كرب فعلًا مضارعًا مجردًا من (أن). (١) التخريج: هذا عجز بيت، وصدره قوله: سقاها ذوو الأحلام سَجلًا على الظَّمَا وهو من كلمة للشاعر يهجو فيها إبراهيم بن إسماعيل بن المغيرة والي المدينة من قبل هشام بن عبد الملك بن مروان، وكان قد مدحه من قبل، فلم ترقه مدحته فلم يعطه، وأمر به فضرب بالسياط، وأول هذه الكلمة: مدحت عروقا للندى مصت الثرى ... حديثا، فلم تهمم بأن تترعرعا نقائذ بؤس ذاقت الفقر والغنى ... وحلَّبت الأيامَ والدهر أضرُعا والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢٠٧، وابن عقيل: ٩٢/ ١/ ٣٣٥، والأشموني: ٢٤١/ ١/ ١٣٠، وهمع الهوامع: ١/ ٣٠، والدرر اللوامع: ١/ ١٠٥، والمقرب: ١٧ وشذور الذهب: ١٣٢/ ٣٥٨. المفردات الغريبة: الأحلام: العقول، جمع حِلْم. سجلا: دلوًا عظيمة. الظمأ: العطش. الأعناق: جمع عنق وهو الرقبة. المعنى: إن هذه العروق التي مدحتها فردتني، إنما هي عروق ظلت في الضر والبؤس، حتى أنقذها ذوو أرحامها بعد أن أوشكت أن تموت؟ ويقصد بذوي الأرحام بني مروان، ويريد الشاعر أن يقول: إن الذين مدحتهم حديثو عهد بالنعمة واليسار، ومثل هؤلاء لا يرتجى خيرهم. الإعراب: سقاها: فعل ماضٍ، ومفعول به أول. ذوو: فاعل مرفوع. الأحلام: مضاف إليه. سجلا: مفعول به ثانٍ منصوب. على الظما: متعلق بسقاها. وقد: الواو حالية. قد: حرف تحقيق. كربت: فعل