للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الخبر خبرًا لها، وليست هي فِي قولِ الشّاعرِ:

إِنَّ هِندُ المَلِيحَةُ الحَسْناءَ ... وَأْيَ مَن أَضْمَرَتْ لِصَبٍّ وَفَاءَ (١)

بضم (هندُ) و (المليحةُ)، ونصب (الحسناءَ)، بَلْ هذه فعل أمرٍ مؤكد بالنّون، والأصل: (إي)، بمعنَى: (عِدِي) ثم أُكِّدَ بالنّون الثّقيلة، فحذفت الياء من فعل الأمر لالتقاء السّاكنين، فحصل: (إِنَّ).

يقال: (وأى يأي)؛ كوعد يعد، والأمر للواحد: (إِ)؛ مثل: (قِ) من الوقاية، و (عِ) من الوعي (٢).


(١) قال في شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية (١/ ٦٩): هذا البيت من ألغاز ابن هشام، عن المغني، وشرح أبيات مغني اللبيب ج ١/ ٥٧.
(٢) هناك عشرة أفعال في اللغة العربية تبنى على حرف واحد في حالة الأمر، وقد جمع هذه الأفعال ابن مالك صاحب الألفية مبيّنًا كيفية إسنادها للواحد المذكر، ثم المثنى مطلقًا، ثم الجمع المذكر، ثم الواحدة ثم جمعها، وذلك في عشرة أبيات طريفة -ليست من الألفية- يقول فيها:
إنّي أقولُ لمنْ تُرجى مودَّتُهُ ... قِ المستجير قياهُ قُوهُ قِي قِينَ
وإنْ صرفتَ لوَالٍ شُغْلَ آخرَ قُلْ ... لِ شُغْلَ هذا لِياهُ لُوهُ لِي لِينَ
وإنْ وشَى ثوبَ غيري قلتُ في ضجرٍ ... شِ الثوبَ وَيْكَ شِياهُ شُوهُ شِي شِينَ
وقُلْ لقاتِل إنسانٍ على خطأٍ ... دِ مَنْ قتَلْتَ دِياهُ دُوهُ دِي دِينَ
وإنْ همُ لمْ يَرَوْا رأيي أَقُولُ لهمْ ... رَ الرأيَ وَيْكَ رَياه رَوْه رَيْ رَيْنَ
وإنْ همُ لمْ يَعُوا قوْلِي أَقُولُ لهمْ ... عِ القولَ مِنِّي عِياهُ عُوهُ عِي عِينَ
وإن أمَرْتَ بِوَأْيٍ للمُحِبِّ فقلْ ... إِ مَنْ تُحِبُّ إياهُ أوهُ إِي إينَ
وإنْ أردْتَ الوَنَى وَهْوَ الفُتُورُ فقلْ ... نِ يا خَلِيلِي نِياهُ نُوهُ نِي نِينَ
وإنْ أبَى أن يَفِي بالعهدِ قلتُ لَهُ ... فِ يا فلانُ فِياهُ فُوهُ فِي فِينَ
وقُلْ لساكِنِ قلْبِي إنْ سِوَاكَ بِهِ ... جِ القلبَ مِنِّي جِياهُ جُوهُ جِي جِينَ
ذكر هذه الأبيات الشيخ الخضري في حاشيته على ابن عقيل ثم أردفها بالقول: (فهذه عشرة أفعال كلها بالكسر إلا (رَ) فيفتح في جميع أمثلته لفتح عين مضارعه، وكلها متعدية إلا (نِ) فلازم؛ لأنه بمعنى تأنَّ. فالهاء في نِيَاه هاء المصدر لا المفعول به).

<<  <  ج: ص:  >  >>