للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والقياس: (لا متشابهان).

ولَا تدخل أيضا علَى الماضي المتصرف؛ كـ (رضي، وأقام)، وإِليه أشار بقوله: (ولَا مِنَ الأفعالِ مَا كَرَضِيَا).

فَلَا يقال: (إن زيدًا لرضي).

قال أبو الفتح: لأنه استغني عن توكيده بوقوعه وتحققه.

لكن يجوز مع (قَدْ)؛ لأنَّ (قَدْ) تقرب الماضي من الحال، فأشبه المضارع، فجازكذلك نحو: (إن زيدًا لقد قام) كما قال الشّيخ: (وقد يليها مع قَدْ) ومثل بقوله: (إنَّ ذا لقد سَما علَى العِدا).

وأَجازَ الكسائي: (إنَّ زيدًا لقام) علَى إضمار (قَدْ).

وقال خطاب (١): إن هذه اللّام لام قسم، لا لام ابتداء، وكأنه قيل: (إن زيدًا واللَّه لقد قام).

ومشَى عليه فِي "التّسهيل"؛ لأنَّ جواب القسم إِذا كَانَ ماضيًا متصرفًا .. اقترن باللّام.

وقد تنفرد قَدْ، وقد تنفرد اللّام كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالَى مفصلًا فِي آخر عوامل الجزم.

واشتراط (المتصرف) .. يخرج الجامد، فتدخل عليه اللّام؛ لأنه كالاسم؛ نحو: (إن زيدًا لنعم الرّجل)، و (إِن عمرًا لعسى أَن يقوم).

ونازع فيه بعضهم.


المعني: أعلم وأعتقد أن التسليم على الناس وتركه، أو تسليم الأمور لذويها وتركه ليسا متساويين، ولا قريبين من السواء.
الإعراب: أعلم: فعل مضارع، والفاعل: أنا. إن: حرف مشبه بالفعل. تسليمًا: اسمه. وتركًا: معطوف على تسليما. للا متشابهان: اللام مزحلقة، أو زائدة، ولا: نافية، متشابهان: خبر إن مرفوع. ولا: الواو عاطفه، لا: نافية. سواء: معطوف على خبر إن.
الشاهد: قوله: (للا متشابهان)؛ حيث دخلت اللام في خبر إن المنفي شذوذًا.
وذهب الفراء وابن عصفور: إلى أن الهمزة مفتوحة، واللام زائدة، وليست للابتداء.
(١) هو خطّاب بن يوسف الماردي صاحب كتاب (الترشيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>