للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

و (بنون) وإن كان في الحقيقة جمع تكسير كرجال: هو جار مجرى جمع السلامة.

وهذا النوع معرب عند المبرد؛ لأن اسم (لا) عنده متى ثُنِّيَ أو جمع .. خرج من البناء، ولا يقال: (لا هذين)؛ لأن المعارف لا تثنى ولا تجمع حتى يقصد تنكيرها.

واسم الإشارة لا ينكر، بخلاف نحو: (لا غلامين) و (لا زيدين).

وسمع: (لا هذين).

وعن الفراء: جوازه على أنه اسم محكوم بتنكيره.

وكذا: نحو (لا هو، ولا هي).

وقال أبو حيان: في نحو (لا هذين، ولا أبا زيد) لا نجعله أصلًا، ولا نبني عليه قاعدة.

وتقول: (لا عشرين لك)؛ لأنه ملحق بجمع السلامة.

وتقول: (لا هنداتِ في الدار) بالبناء على الكسرة؛ لأنه ينصب بها.

وقال المصنف رحمه اللَّه: بناؤه على الفتح أولى.

وأوجبه ابن عصفور.

وروي بالوجهين قولُهُ:

إِنَّ الشَّبَابَ الَّذِي مَجْدٌ عَوَاقِبُهُ ... فِيهِ نَلَذُّ وَلَا لَذَّاتِ لِلشِّيبِ (١)


(١) التخريج: البيت لسلامة بن جندل السعدي، يأسف على فراق الشباب من قصيدة بائية من البسيط. ذكره من شراح الألفية: ابن عقيل ١/ ٢٢٦، الأشموني ١/ ١٥١، ابن هشام ١/ ١٧٦، وذكره في شذور الذهب ٧٥، والتسهيل لابن مالك ص ٦.
اللغة: مجد عواقبه: المراد أن نهايته محمودة. الشِّيب -بكسر الشين- أي: لذي الشيب.
المعنى: إن الشباب الذي تحمد عواقبه وترتاح له النفوس، فيه نجد اللذة، ولا لذة في زمن الشيخوخة.
الإعراب: إن: حرف توكيد ونصب. الشباب: اسمها. الذي: اسم موصول نعت للشباب. مجد: يجوز أن تكون خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو مجد. وعواقبه: على هذا نائب فاعل مجد؛ لأنه مصدر بمعنى اسم المفعول، ويجوز أن يكون مجد خبرًا مقدمًا، وعواقبه مبتدأ مؤخرًا، وجاز الإخبار بالمفرد وهو مجد عن الجمع وهو عواقب لأنه مصدر، والمصدر لا يثنى ولا يجمع، وعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>