للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَي: لا تظني غيره واقعًا.

ونزلت: بكسر التّاء، أَي: نزلتِ فِي قلبي فَلَا تظني غيره واقعًا.

وحذفهما معًا للقرينة: (نعم) لمن قال: (هل ظننت زيدًا كريمًا؟).

ومنه قوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} , التّقدير: (تزعمونهم شركائي).

وقيل: الأحسن أَن يكونَ التّقدير: تزعمون أنهم شركائي، لأنَّ الغالب فِي زعم أَن يقع علَى (أَنَّ) وصلتها، ولَا يقع علَى المفعولين صريحًا إِلَّا قليلا.

وكذا: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

وقولِ الشّاعرِ:

بِأَيّ كِتَابٍ أَمْ بِأَيَّةِ سُنّةٍ ... تَرَى حُبَّهُم عَارًا عَلَيّ، وَتَحْسِبُ (١)


ذكره من شراح الألفية: ابن هشام ١/ ٣٢٤، ابن عقيل ١/ ٢٥٥، والأشموني ١/ ١٦٤، المكودي ص ٤٨، والسندوبي، والسيوطي ص ٤٤، وأيضا ذكره في همع الهوامع ج ١ ص ١٥٢، وداود، وخزانة الأدب الشاهد ٢٠٠ والخصائص ٢/ ١١٦.
وقائله: عنترة بن شداد العبسي من معلقته المشهورة، وهو من الكامل.
اللغة: المحب: بفتح الحاء، بمعنى المحبوب، اسم مفعول من أحب، وهو القياس، ولكنه قليل في الاستعمال، والأكثر أن يقال: اسم المفعول محبوب أو حبيب، مع أنهم هجروا الفعل الثلاثي، المكرَم: على صيغة المفعول من الإكرام.
المعنى: والله لقد نزلت أيتها المحبوبة مني منزلة الشيء المحبوب المكرم فلا تظني غير ذلك واقعًا.
الإعراب: ولقد: الواو للقسم، واللام للتأكيد، وقد حرف تحقيق. نزلت: فعل وفاعل. فلا: ناهية. تظني: فعل مضارع مجزوم بحذف النون وياء المخاطبة فاعل. غيره: مفعول أول، والمفعول الثاني محذوف. مني: جاو ومجرور متعلق بقوله نزلت. بمنزلة: مثله. المحَب: مضاف إليه. المكرَم: صفة له.
الشاهد: قوله: (فلا تظني غيره)؛ حيث حذف المفعول الثاني اختصارًا، والتقدير فلا تظني غيره واقعًا، وهو جائز عند جمهور النحاة خلافًا لابن ملكون.
(١) التخريج: البيت للكميت في خزانة الأدب ٩/ ١٣٧، والدّرر ١/ ٢٧٢، ٢/ ٢٥٣، وشرح التّصريح ١/ ٢٥٩، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٦٩٢، والمحتسب ١/ ١٨٣، والمقاصد النّحوية/ ٢/ ٤١٣، ٣/ ١١٢، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص ٢٢٥، وهمع الهوامع ١/ ١٥٢.
اللغة: ترى: هنا من الرّأي بمعنى الاعتقاد.
الإِعراب: بأي: جار ومجرور متعلقان بترى، وأي: مضاف. كتاب: مضاف إِليه مجرور بالكسرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>