أخذ يبين أوجه شبه الاسم بالحرف، فمن الأسماء ما أشبه الحرف لكونه:
* على حرف أو حرفين وضعًا كـ (التاء، ونا) في (جِئْتَنَا)، فالتاء: فاعل ضمير في محلّ رفع، أشبهت باء الجر، و (نا)، مفعول ضمير في محلّ نصب أشبهت (قد) للشبه الوضعي.
فخرج بالوضع: نحو (أب، ودم) فإنه ثلاثي وضعًا، والأصل:(أبو ودمو) أو (دمي)؛ كما سيأتي في التصريف، فهو معرب.
* ومنها ما أشبهه شبهًا معنويًا؛ كـ (متى) ففي الاستفهام: أشبهت الهمزة، وفي الشرط: أشبهت (إنْ).
وأما اسم الإشارة (هكذا وهُنا) .. فمبني، لأنه أشبه حرفًا كان من حقه الوضع، إذ الإشارة معنى من المعاني، فمن حقها: أن يو ضع لها حرف كما وضعت (الهمزة) للاستفهام، و (إنْ) للشرط، و (هاء) للتنبيه، و (هلا) للتحضيض، فلم تضعه العرب.
وقيل: إن (أل) التي للعهد لما كان يشار بها إلى معهود ذهنًا .. صدق أنها حرف وضع للإشارة.
وغاية ما في الباب: أنها إشارة ذهنية، وتلك إشارة خارجية، فلا فرق؛ ذكره السيوطي رحمه اللَّه.
وقيل: بنيت أسماء الإشارة؛ لشبه الحرف في الافتقار؛ إذ هي مفتقرة إلى مشار
مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة العارية التي يقتضيها ما قبله. وكافتقار: الواو حرف عطف والجار والمجرور معطوف على كنيابة. أصلا: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على افتقار، والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محلّ جر نعت لافتقار، وتقدير البيت: ومثل النيابة عن الفعل في العمل مع أنه لا يتأثر بالعامل، ومثل الافتقار المتأصل، والافتقار المتأصل: هو الافتقار اللازم له الذي لا يفرقه في حالة من حالاته.