للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ش:

إِذا أسند الفعل إِلَى فاعل مثنى كَانَ أَو جمعًا .. جُرِّدَ الفعل من علامة التثنية والجمع؛ نحو: (قام الزّيدون)، و (فاز الشُّهداء).

وفي القرآن: {وَقَالَ الظَّالِمُونَ}.

ومن العرب من يولي الفعل (ألفًا) فِي التثنية، و (واوًا) فِي الجمع المذكر، و (نونًا) فِي الجمع المؤنث؛ كـ (قاما الزّيدان)، و (قاموا الزّيدون)، و (قُمنَ الهندات).

و (الألف)، و (الواو)، و (النّون) عند هؤلاء: أحرف تدل علَى حال الفاعل الآتي بعدها؛ كما تدل التّاء علَى تأنيث الفاعلة فِي: (خرجَتْ هندٌ).

وإِلَى هذه اللّغة أشار بقوله: (وقَد يُقَالُ سَعِدَا وَسَعِدُوا) إِلَى آخره.

فتثبت الألف والواو ونحوها مع كون الفعل مسندًا للاسم الظّاهر؛ كـ (قاموا الزّيدون)

والنّحويون يجعلون كلًا من الألف والواو والنّون فاعلًا، والاسم الظّاهر بدل منه.

أَو أَن الاسم: مبتدأ مؤخر، والفعل: خبر مقدم.

وهذا إِنما هو علَى لغة غير هؤلاء الطّائفة؛ لأنَّ هذه الطّائفة يقصدون أَن يكونَ الظّاهر فاعلًا، لا بدلًا ولَا مبتدأ، ومن ذلك قوله تعالَى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}، وقوله عليه الصّلاة والسّلام: "يتعاقبون فيكم ملائكةٌ باللّيل"، ونحو قولِ الشّاعرِ:

أُلْفِيَتَا عَيْنَاكَ عِنْدَ الْقَفَا ... .................... (١)


(١) التخريج: صدر بيت من السريع، وعجزه: أَوْلَى فأَوْلَى لك ذا واقيَهْ
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٢٥٧، ونوادر أبي زيد الأنصاري: ٦٢، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٣٢، والخزانة: ٣/ ٦٣٣، والعيني: ٢/ ٤٥٨، ومغني اللبيب: ٦٩١/ ٤٨٥.
اللغة: ألفيتا: وجدتا. أولى فأولى لك: كلمة تقال عند التهديد والوعيد؛ وهي كما قال الأصمعي والمبرد - اسم فعل معناه: قاربك ما يهلكك. ذا: اسم بمعنى صاحب. واقية: مصدر بمعنى الوقاية، كالعافية.
المعنى: يصف الشاعر رجلًا بالجبن والفرار من القتال، فيخاطبه قائلًا: وجدت عيناك عند قفاك؛ من كثرة نظرك، والتفاتك الشديد إلى الخلف -وأنت فارٌّ- لتنظر الأعداء خشية أن يتبعوك، ثم يدعو عليه بنزول الكوارث، فيقول: حلت بك المصائب، وقاربك ما يهلكك.

<<  <  ج: ص:  >  >>