ولَا يجيز فيه البصريون إِلَّا الضّم.
والكسر لغة بني ضبة وبعض بني تميم، وبها قرأ علقمة: (هذه بضاعتنا رِدَّت) بكسر الراء، (ولو رِدوا لعادوا لما نهوا عنهُ) كذلك.
وأما الإشمام. . فقد أجازه المصنف رحمه اللَّه.
وفهم من قوله: (قَدْ يَرَى): أَن هذا قليل فِي المضاعف.
واللَّه الموفق
ص:
٢٤٩ - وَمَا لِفَا بَاعَ لِمَا الْعَيْنُ تَلِي ... فِي اخْتَارَ وَانْقَادَ وَشِبْهٍ يَنْجَلِي (١)
ش:
الّذي ثبت للفاء فِي (باع) و (قال) عند البناء للمفعول: هو الضّم والكسر والإشمام كما سبق.
فما ثبت لفاء (باع). . يثبت لما تليه العين من كل فعل مبني للمفعول معتل العين على وزن (افتعل)؛ نحو (اختار) , و (اجتاز)، و (اعتاد).
أو علَى وزن (انفعل)؛ كـ (انقاد)، و (انقاس).
فالّذي تليه العين فِي (اختار، واجتاز، واعتاد): هو (التّاء).
والّذي تليه العين فِي (انقاد وانقاس): هو القاف.
لأن العين فِي هذه الأفعال هي الألف، فيجوز فِي التّاء والقاف: الأوجه الثّلاثة إِذا بُني الفعل للمفعول.
فالضّم: (اختُور الحق)، و (اجتُوز بالمكان)، و (اعتُود الخير)، و (انقُود الرّجل)،
(١) وما: اسم موصول مبتدأ. لِفَا: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة (ما) الموصولة، وفا مضاف. وباع: قصد لفظه: مضاف إليه. لما: اللام جارة، وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. العين: مبتدأ، وجملة تلي وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: لا محل لها صلة ما المجرورة باللام. في اختار: جار ومجرور متعلق بتلي. وانقاد, وشبه: معطوفان على اختار. ينجلي: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى شبه، والجملة في محل جر نعت لشبه.