للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خبرًا عنهُ من الضّمير الرّابط؛ لأنك عطفت بـ (ثم).

وهي تجعل الثّاني بعد الأول بمهلة، بخلاف: (زيد ضربت عمرًا وأخاه)، فكأنك قلت: (مع أخيه).

وقد علم من هذا كله:

أنك تُنزَّل (زيد ضربت رجلًا يحبه)، و (زيد ضربت عمرًا أخاه)، و (زيد ضربت عمرًا وأخاه) منزلةَ (زيد ضربت أخاه) فِي جواز رفع الاسم السّابق ونصبه.

فـ (بكرًا ضربت رجلًا يحبه) تقديرُهُ: (أهنت بكرًا)، و (خالدًا ضربت رجلًا يكرهه) تقديرُهُ: (نَصَرتُ خالدًا)، فيقدر فِي كل محل ما يناسبه.

وقال بعضهم: لا يضر وجود العُلقة فِي الصّلة؛ نحو: (زيدٌ أكرمت الّذي يحبه) برفع زيد ونصبه علَى تقدير: (نصرت زيدًا، أكرمت الّذي يحبه).

تنبيه:

يجوز حذف الضّمير فِي هذا الباب؛ قرأ بعض السّلف: (أفحكمُ الجاهليَّةِ يَبغون) بالرَّفع علَى الابتداء، و (يبغون): خبر علَى إِرادة الهاء؛ أَي: يبغونه، ونسبت لابن وثاب والنّخعي والسّلمي.

وقال الشّاعر:

. . . . . . . . . . . ... فثَوْبٌ لَبِستُ وثَوْبٌ أَجُرّ (١)

وسبق فيه شاهد آخر.

وفي "شرح المفصل" للفخر الرّازي: (زيدٌ ضربته) علَى إِرادة الهاء.

واللَّه الموفق

* * *


(١) تقدم إعرابه وشرحه.
والشاهد هنا: قوله: (لبست)، وقوله: (أجرّ)؛ حيث حذف الضمير في الفعلين، وذلك جائز في باب الاشتغال.

<<  <  ج: ص:  >  >>