للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الثّاني، ومنه: (يحسنان ويسيءُ ابناكا).

و (قاما وقعدا أخواك) إن أعملت الأول، ومنه: (بَغَا واعتدَيا عَبدَاك).

و (قاموا وقعد الزّيدون) إن أعملت الثاني.

و (قام وقعدوا الزّيدون) إن أعملت الأول.

ولَا يجوز عند البصريين: ترك الإِضمار فِي هذه المواضع؛ لأنَّ الضّمير فيها فاعل، والفاعل: عمدة.

والكسائي، وهشام، والسهيلي: أَن الأول إن كَانَ طالبًا لضمير مرفوع. . فيجب حذفه، فتقول: علَى هذا إن أعملت الثّاني: (قام وضرب الزّيدون) واستدلوا بقولهِ:

تَعَفَّقَ بِالأرْطَى لَهَا وَأَرَادَهَا ... رِجَالٌ فبذَّتْ نَبْلَهُم وكَلِيبُ (١)

فتنازع (تعفق) و (أراد) فِي (رجالٌ) وأعمل الثّاني.


(١) التخريج: البيت لعلقمة الفحل في ديوانه ص ٣٨، والرد على النحاة ص ٩٥، وشرح التصريح ١/ ٣٢١، ولسان العرب ١٠/ ٢٥٤ عفق، ١٤/ ٣٥٣، والمقاصد النحوية ٣/ ١٥، وبلا نسبة في تذكر النحاة ص ٣٥٧، وجمهرة اللغة ص ٦ و ٩٣، والمقرب ١/ ٢٥١.
اللغة: تعفق: لجأ واستتر. الأرطى: نوع من الشجر. بذت: فاقت وغلبت. النبل: السهام. الكليب: جماعة من الكلاب.
المعنى: يصف الشاعر صيد البقرة الوحشية بقوله: إن الرجال والكلاب قد استتروا بشجر الأرطى لاصطياد البقرة الوحشية، فاستطاعت بفضل سرعتها وقوتها أن تنجو منهم، فقد فاتت سهامَهم، وعجزت عن اللحاق بها كلابهم.
الإعراب: تعفق: فعل ماض. بالأرطى: جار ومجرور متعلقان بتعفق. لها: جار ومجرور متعلقان بتعفق. وأرادها: الواو حرف عطف، أرادها: فعل ماض، وها ضمير في محل نصب مفعول به. رجال: فاعل أراد مرفوع. فبذت: الفاء حرف عطف، بذت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. نبلهم: مفعول به منصوب، وهو مضاف، هم: ضمير في محل جر بالإضافة. وكليب: الواو حرف عطف، كليب: معطوف على رجال مرفوع بالضمة.
وجملة: (تعفق): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أرادها): معطوفة على جملة (تعفق). وجملة (بذت): معطوفة على جملة تعفق.
الشاهد: قوله: (تعفق وأرادها رجال)؛ حيث أعمل عاملين هما: تعفق وأرادها في معمول واحد (رجال)، فأعمل الثاني في المعمول، وحذف ضمير الرجال من تعفق، ولو أظهره لقال: تعفقوا وأرادها رجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>