للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (الخَبَرْ) يشمل هذين؛ لأنه محمول علَى ما كَانَ عمدة خبرًا أَو مبتدأ.

مثاله مع كَانَ: أَن تقول: (كَانَ قائمًا وَكَانَ زيد قائمًا أنا)، فـ (أنا): اسم كَانَ الأولَى لم يحذف؛ لأنه مبتدأ فِي الأصل، فجيء به مؤخرًا.

ومثاله مع ظن: أنه تقول: (ظننت منطلقة وظنني منطلقًا هند إِياها)، فـ (إِياها): مفعول أول، وهو مبتدأ فِي الأصل، فَلَا يحذف كما سبق، و (منطلق): مفعوله الثّاني.

فإن كان العامل الثّاني طالبًا للضمير. . أتي به؛ سواء كَانَ فضلة، أَو عمدة.

فالفضله: (ضربني وضربته زيد)،و (مر بي ومررت به زيد).

والعمدة: (ظننت وظنَّنيِه عمرًا قائمًا).

ويجوز فصل الهاء فتقول: (وظنني إِياه)، فتضمر فِي الثّاني إِذا أعملت الأول كما ذكر.

ولَا يضر الإِضمار قبل الذّكر هنا؛ لأنَّ (زيدٌ) فِي المثالين فاعل، فهو فِي نية التّقديم وإِن كَانَ متأخرًا لفظًا؛ إِذ الأصل اتصال الفاعل بفعله، ولما كانت (الهاء): فِي ظننته خبرًا فِي الأصل لا يسوغ حذفها. . اغتفر كذلك عودها علَى المتأخر.

وأَجازَ السّيرافي وجماعة: حذف الضّمير المنصوب والمجرور من الثّاني إِذا أعمل الأول، بشرط كونه فضلة، واستدلوا بقول الشّاعر:

بَعُكاظَ يُعْشِي النَّاظِريـ ... ـنَ، إذا هُمُ لَمَحُوا، شُعاعُهْ (١)


(١) التخريج: البيت لعاتكة بنت عبد المطلب في الدرر ٥/ ٣١٥، وشرح التصريح ١/ ٣٢٠، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٤٣، والمقاصد النحوية ٣/ ١١، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٥/ ٢٨٤، وأوضح المسالك ٢/ ١٩٩، وشرح ابن عقيل ص ٢٨٠، ومغني اللبيب ٢/ ٦١١، والمقرب ١/ ٢٥١، وهمع الهوامع ٢/ ١٠٩. وقبله قولها:
سائل بنا في قومنا ... وليكف من شر سماعه
قيسا وما جمعوا لنا ... في مجمع باق شناعه
اللغة: عكاظ: سوق تجتمع فيه القبائل العربية فيتفاخرون ويتناشدون الشعر ويتبايعون، وهو بين الطائف ونخلة. يعشي: يضعف البصر. لمحوا: نظروا بسرعة. شعاعه: هنا لمعانه.
المعنى: يقول: إذا نظر القوم إلى سلاح قومي بعكاظ. . لزاغ بصرهم من شدة لمعانه.
الإعراب: بعكاظ: جار ومجرور متعلقان بقولها: (جمعوا) الذي في البيت الذي قبل بيت الشاهد.
يعشي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الناظرين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. هم: ضمير منفصل =

<<  <  ج: ص:  >  >>