للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَي: (بعد التجربة) فهو مصدر.

ولا يعمل من هذه الثّلاثة إلا المصدر.

وأما قولُه:

كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِسَاتِ ذُيُولَهَا ... عَلَيهِ قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوَانِعُ (١)

فـ (ذيولها): منصوب بـ (مجر): وهو مصدر، وليس اسم مكان ولا زمان، وفي الكلام حذف؛ والتّقدير: (كَأنَّ موضع مجر الرّامسات قضيم)، ولابد من هذا التّقدير؛ إِذ لولا ذلك .. للزم أَن (قضيم) يكون خبرًا عن المصدر المذكور وهو ممتنع؛ إِذ المصدر لا يخبر عنهُ باسم العين.


مضاف. المجرب: مضاف إليه مجرور.
وجملة (قد ذقتمونا): بحسب ما قبلها. وجملة (علم بيان المرء): استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: (المجرب)؛ حيث ورد على زنة اسم المفعول، والمراد به المصدر، أي التجربة، وهذا جائز.
(١) التخريج: هذا البيت من الطويل، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٣١، وجمهرة اللغة ص ٩٧٧، وخزانة الأدب ٢/ ٤٥٣، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٧٤، وشرح شواهد الشافعية ص ١٠٦، ولسان العرب ١٠/ ٣٦١ (نمق)، ١١/ ٢٦٠ (ذيل)، ١٢/ ٤٨٨ (قضم)، وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب ٢/ ١٦، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٣٣.
اللغة: المجَرُّ: مصدر بمعنى الجرّ. الرامسات: الرياح التي تثير التراب. القضيم: جلد يُكتب عليه. نمّقته: كتبته. الصوانع: الكتّاب.
المعنى: يصف الشاعرُ ربعًا عفا بعد أهله، فأصبح بفعل الرياح كقطعة جلد عليها آثار كتابة.
الإعراب: كأنّ: حرف مشبه بالفعل. مجرّ: اسم كأن منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف. الرامسات: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. ذيولَها: مفعول به للمصدر مجرّ، منصوب بالفتحة الظاهرة، وها: ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة. عليه: جار ومجرور متعلّقان بالمصدر مجرّ. قضيمٌ: خبر كأن مرفوع بالضمة الظاهرة. نمّقته: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والتاء: للتأنيث، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. الصوانع: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة (كان مجرّ. . . قضيم): لا محل لها من الإعراب. وجملة (نمّقته الصوانع): في محل رفع صفة لقضيم.
الشاهد: قوله: (مجرّ) حيث جاء مصدرًا بمعنى (الجرّ)، عاملًا عمل فعله، فنصب (ذيولها) على المفعولية، وليس اسم مكان، لأنّه لا يعمل شيئًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>