للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأما قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ}، فقيل: إن (شركاءكم): مفعول به معطوف علَى أمركم بتقدير مضاف؛ أَي: و (أمر شركائكم).

وإِنما قدر مضاف؛ لأنه يقال (أجمع): فِي أسماء المعاني، و (جمع): فِي أسماء الأعيان.

قال الشاعر:

أَجْمَعُوا أَمرَهُم بِلَيلٍ فَلمَّا ... أَصبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُم ضَوضَاء (١)

وقد يستعمل (أجمع) فِي الأعيان فيقال: (أجمعت شركائي) فَلَا تقدم.

وقيل: منصوب بـ (أجمعوا) محذوفًا.

وقيل: بـ (ادعوا) كما هي فِي مصحف أُبيّ.

وقال الفارسي: مفعول معه.

ويجوز: أجمعت علَى الأمر، والأولى: أجمعت الأمر.

تنبيه:

إِذا اجتمعت المفاعيل .. قدم (المفعول المطلق)، ثم (المفعول به)، ثم (المفعول فيه)، ثم (المفعول له)، ثم (المفعول معه)؛ كـ (ضربت ضربًا زيدًا بسوط نهارًا هنا تأديبًا وعمرًا).

فـ (ضربًا): مفعول مطلق.

و (زيدًا): مفعول به.


(١) التخريج: البيت من الخفيف، وهو للحارث بن حلزة في ديوانه ص ٢٤، ولسان العرب ١٤/ ٤٨٨ (ضوا)، ومقاييس اللغة ١/ ٤٨٠، وتهذيب اللغة ١٢/ ٩٧، وخاص الخاص ص ٩٨، وشرح القصائد السبع ص ٤٥٢، وشرح القصائد العشر ص ٣٨٠، وشرح المعلقات السبع ص ٢٢١، وشرح المعلقات العشر ص ١٢٠، وتاج العروس (غوي)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٤٢. وهو مع نسبته في لسان العرب ١٥/ ١٤٣ (غوي) برواية غوغاء مكان ضوضاء.
الشاهد: قوله: (أجمعوا أمرهم)؛ حيث استعمل (أجمع) في أسماء المعاني، على الأصل، ويستعمل (جمع): فِي أسماء الأعيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>