للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقَد تَجِئ مَوضِعَ بَعدٍ وَعلَى ... كمَا عَلَى مَوضِعِ عَن قَد جُعِلَا (١)

ش:

- يكثر مجيء على للاستعلاء: كـ (زيد على السّطح).

وأما نحو: (توكلت على الله) .. فهي بمعنى الإضافة والإسناد؛ أي: (أضفت توكلي وأسندته إِلَى الله)؛ إذ لا يعلو على الله تعالَى شيء لا حقيقة ولَا مجازًا.

- وتكون بمعنَى (اللَّام)، ومنه: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}؛ أَي: (لهدايته إياكم)، {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ}.

- وبمعنَى (في)؛ كقوله تعالَى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}، {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ}.

- وبمعنى (عن)؛ كقول الشّاعر:

إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قَشَيرٍ ... ................................... (٢)

أو هو بمعنى: (أقبلت عليّ)، فهو من باب تضمين اللّفظ معنى لفظ آخر، كما في قوله تعالَى: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى}، {يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} {أَذَاعُوا بِهِ}، فلما


(١) وقد: حرف تقليل. تجي: فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هي -يعود إلى عن في البيت السابق- فاعل. موضع: ظرف متعلق بتجي، وموضع مضاف، وبعد: قصد لفظه: مضاف إليه. وعلى: معطوف على بعد. كما: الكاف جارة، ما: مصدرية. على: قصد لفظه: مبتدأ. موضع: ظرف متعلق بقوله: جعلا الآتي، وموضع مضاف، وعن: قصد لفظه: مضاف إليه. قد: حرف تحقيق. جعلا: جعل: فعل ماض مبني للمجهول، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هو يعود إلى (على) نائب فاعل، والألف للإطلاق، والجملة من الفعل ونائب الفاعل: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو (على) المقصود لفظه.
(٢) التخريج: شطر بيت من الوافر، وعجزه: لعمْرُ اللهِ أعجبني رِضاها وهو من كلام القحيف العقيلي يمدح حكيم بن المسيب القشيري، وهو من شواهد ابن هشام في مغني اللبيب رقم ٢٢٥ وفي أوضح المسالك رقم ٢٩٨ والأشموني رقم ٥٥٣ وابن الناظم في باب حروف الجر من شرح الألفية؛ وشرحه العيني ٣/ ٢٨٢ بهامش الخزانة ورضي الدين في باب حروف الجر من شرح الكافية؛ وشرحه البغدادي ٤/ ٢٤٧ وابن جني في الخصائص ٢/ ٣١١ و ٣٨٩ وأبو زيد في نوادره ص ١٧٦.
اللغة: قش -بزنة التصغير- هو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومحل الشّاهد: قوله: (رضيت علي) حيث جاء (على) بمعنى (عن).

<<  <  ج: ص:  >  >>