التاريخية، بل نكتفي بعرض بعض النقط التي تعين قارىء مجموعتنا على تقديرها حقّ قدرها.
[الروايات المختلفة]
أكبر مصادرنا للوثائق النبوية هو «طبقات ابن سعد» . أمّا عهود الخلفاء الراشدين وكتبهم فنجدها خاصة في «تاريخ الطبريّ» و «فتوح البلاذريّ» .
غير أن «تاريخ الطبريّ» مع كونه تأليفا قويما ربما يأتي بروايات مقدوح فيها ووثائق غير وثيقة كما تدّل على ذلك الوثائق المذكورة في هذه المجموعة تحت رقم ٢١ و ٩٨ وغيرهما. وأمّا «طبقات ابن سعد» فقد اجتهد مؤلّفه أن يجمع من المواد أكثر ما يمكن، ولكنه لم يعتن بالنقد والتنقيح. وأمّا «كتاب الأموال» لأبي عبيد القاسم بن سلّام فمن خير مصادرنا غير أنه يترك أحيانا جملة أو جملتين في أثناء الكلام كما سيرى الناظر في الوثيقة الأولى خاصة.
وأما كتابا «الخراج» لأبي يوسف و «سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم» لابن هشام فهما أقدم مصادرنا وأحوطهما وأوثقهما.
قد تصدينا على الأعم لإيراد كلّ وثيقة في هذه المجموعة على حسب رواية أقدم المصادر عصرا مع ضبط جميع الاختلافات اللفظية والترتيبية وغيرهما على حدة. وسيرى الناظر أن أكثر هذه الاختلافات تنتج من الرواية بالمعنى أو من استبدال حرف ربط بحرف آخر كالفاء والواو إلى غير ذلك، وقلما تترتّب نتائج مهمّة على مثل هذه الاختلافات. ونجد أيضا في بعض هذه الوثائق تقديما وتأخيرا في رواية بعض الكلمات.
وهناك كثير من الوثائق لا تذكر كاملة إلّا في بعض المصادر، وتكتفي المصادر الأخرى بذكر بعضها أو الإشارة إلى الأحكام المندرجة فيها. وقد قدّمنا كلّ وثيقة بذكر مصادرها، وأشرنا برمز (قابل) إلى المصادر التي تذكر النصّ غير كامل.