للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رئي ليّنا فهو أقوى وأطفأ للجور، وأقمع للباطل من الحور. وإن رئي شديدا فهو أنكش للكفر. فمن تمّ على عهده من أهل السواد ولم يعن عليكم بشيء، فلهم الذمّة وعليهم الجزية. وأما من ادعى أنه استكره فمن لم يخالفهم إليكم أو يذهب في الأرض، فلا تصدقوهم بما ادعوا من ذلك إلا أن تشاؤوا، وإن لم تشاؤوا فانبذ إليهم وأبلغوهم مأمنهم.

[٣١٧ مراسلة أخرى معه]

طب ص ٢٣٦٩- ٢٣٧١

إن أهل السواد جلوا فجاءنا من أمسك بعهده ولم يجلب علينا، فتمّمنا لهم ما كان بين المسلمين قبلنا وبينهم. وزعموا أن أهل السواد قد لحقوا بالمدائن، فاحدث إلينا فيمن تمّ وفيمن ادعى أنه استكره وحشر فهرب ولم يقاتل أو استسلم؛ فإنّا بأرض رغيبة والأرض خلاء من أهلها، وعددنا قليل وقد كثر أهل صلحنا. وإن أعمر لها وأوهن لعدونا تألّفهم.

[٣١٨ جوابه]

طب أيضا كما في السالفة

فأجابهم:

أما من أقام ولم يجل وليس له عهد، فله ما لأهل العهد بمقامهم لكم وكّفهم عنكم إجابة. وكذلك الفلاحون إذا فعلوا ذلك. وكل من ادّعى ذلك فصدّق فلهم الذمّة. وإن كذبوا نبذ إليهم. وأما ما أعان وجلا، فذلك أمر جعله الله لكم. فإن شئتم فادعوهم إلى أن يقيموا لكم في أرضهم، ولهم الذمّة وعليهم الجزية. وإن كرهوا ذلك فاقسموا ما أفاه الله عليكم منهم.

<<  <   >  >>