أما بعد: فإنّ الله نصرنا على أهل فارس، ومنحهم سنن من كان قبلهم من أهل دينهم بعد قتال طويل وزلزال شديد. وقد لقوا المسلمين بعدّة لم ير الراؤون مثل زهائها، فلم ينفعهم الله بذلك، بل سلبهموه ونقله عنهم إلى المسلمين. واتبعهم المسلمون على الأنهار وعلى طفوف الآجام وفي الفجاج.
وأصيب من المسلمين سعد بن عبيد القارىء، وفلان وفلان، ورجال من المسلمين لا نعلمهم، الله بهم عالم. كانوا يدوّون بالقرآن إذا جنّ عليهم الليل دويّ النحل، وهم آساد الناس لا يشبههم الأسود.
ولم يفضل من مضى منهم من بقي إلا بفضل الشهادة إذ لم يكتب لهم.
٣١٢- ٣١٤ جواب عمر وبناء الكوفة
طب ص ٢٣٦٠
انظر مقالة الاستاذ ماسينيون بالفرنسية في بناء الكوفة في مجلة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بمصر في سنة ١٩٣٥ ص ٣٣٧- ٣٦٠ ثم في مجموعة مقالاته Louis Massignon ,Opera Minore ج ٣، ص ٣٥- ٦٠. وقد ترجمت إلى العربية.
ثم كتب سعد إلى عمر بما فتح الله على المسلمين، فكتب إليه عمر أن:
قف مكانك ولا تطلبوا غير ذلك.
فكتب إليه سعد أيضا:
إنما هي سربة أدركناها والأرض بين أيدينا.
فكتب إليه عمر أن:
قف ولا تتبعهم، واتخذ للمسلمين دار هجرة ومنزل جهاد، ولا