أجنادهم، ومر رؤساء المسلمين فليشهدوا، وقدّرهم وهم شهود، ثم وجّههم إلى أصحابهم، وواعدهم القادسية، واضمم إليك المغيرة ابن شعبة في خيله، واكتب إليّ بالذي يستقرّ عليه أمرهم.
فبعث سعد إلى المغيرة وإلى رؤساء القبائل فأتوه، فقدّر الناس وعبّاهم بشراف، وأمر أمراء الأجناد وعرّف العرفاء، فعرّف على كل عشرة رجلا- كما كانت العرافات أزمان النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك كانت إلى أن فرض العطاء- وأمّر على الرايات رجالا من أهل السابقة.
وعشّر الناس، وأمّر على الأعشار رجالا من الناس لهم وسائل في الإسلام. وولّى الحروب رجالا، فولّى على مقدماتها ومجنباتها وساقتها ومجرّداتها وطلائعها ورجلها وركبانها، فلم يفصل إلّا على تعبية. ولم يفصل منها إلا بكتاب عمر وإذنه ... بعث عمر الأطبّة وجعل على قضاء الناس عبد الرحمن بن ربيعة الباهليّ ذا النور، وجعل إليه الأقباض وقسمة الفيء، وجعل داعيتهم ورائدهم سلمان الفارسيّ ... والترجمان هلال الهجريّ. والكاتب زياد بن أبي سفيان.
[٣٠٨ كتاب لعمر إلى سعد]
طب ص ٢٢٢٧
وقدم على سعد وهو بشراف، كتاب عمر:
أمّا بعد: فسر من شراف نحو فارس بمن معك من المسلمين، وتوكّل على الله واستعن به على أمرك كلّه، واعلم فيما لديك أنك تقدم على أمّة عددهم كثير، وعدّتهم فاضلة، وبأسهم شديد، وعلى بلد منيع- وإن كان سهلا- كؤود لبحوره وفيوضه ودآدئه إلا أن توافقوا غيضا من فيض. وإذا لقيتم القوم أو أحدا منهم فابدؤوهم الشدّ والضرب، وإياكم والمناظرة لجموعهم، ولا يخدعنّكم فإنهم خدعة مكرة؛ أمرهم غير أمركم إلا أن تجادّوهم.