للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[رواية هشام بن العاص الأموي رضي الله عنه (ننقلها من تفسير ابن كثير)]

«الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل» ، وهذه صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء، بشّروا أممهم ببعثه، وأمروهم بمتابعته. ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم كما روى الامام أحمد ... وقال الحاكم صاحب المستدرك: أخبرنا.. عن أبي أمامة الباهلي، عن هشام ابن العاص الأموي قال: بعثت أنا ورجل آخر إلى هرقل صاحب الروم ندعوه إلى الإسلام. فخرجنا حتى قدمنا الغوطة يعني غوطة دمشق. فنزلنا على جبلة بن الأيهم الغساني. فدخلنا عليه فاذا هو على سرير له. فأرسل إلينا برسوله نكلّمه. فقلنا: والله لا نكلّم رسولا وإنما بعثنا إلى الملك.

فان أذن لنا كلّمناه، وإلا لم نكلم الرسول. فرجع إليه الرسول فأخبره بذلك. قال: فأذن لنا، فقال: تكلموا. فكلمه هشام بن العاص، ودعاه إلى الإسلام. فاذا عليه ثياب سود. فقال له هشام: وما هذه التي عليك؟ قال: لبستها، وحلفت أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشأم.

قلنا: ومجلسك هذا والله لنأخذنّه ولنأخذنّ ملك الملك الأعظم إن شاء الله، أخبرنا بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فقال: لستم بهم، بل هم قوم يصومون بالنهار ويقومون بالليل. فكيف صومكم؟ فأخبرنا.

فملىء وجهه سوادا. فقال: قوموا. وبعث معنا رسولا إلى الملك.

فخرجنا، حتى إذا كنّا قريبا من المدينة، قال الذي معنا: إن دوابكم هذه لا تدخل مدينة الملك. فان شئتم حملناكم على براذين وبغال. قلنا:

والله لا ندخل إلا عليها. فأرسلوا إلى الملك أنهم يأبون ذلك. فأمرهم أن ندخل على رواحلنا. فدخلنا عليها (؟ فيها) متقلدين سيوفنا، حتى انتهينا إلى غرفة له. فأنخنا في أصلها وهو ينظر إلينا. فقلنا: لا إله إلا الله، والله أكبر. فالله يعلم لقد انتفضت الغرفة حتى صارت كأنها عذق تصفقه الرياح. قال: فأرسل إلينا: ليس لكم أن تجهروا علينا بدينكم.

<<  <   >  >>