ولحق بفروة من تمّ على الإسلام من مذحج فكانوا بالأحسية. ولم يكاتبه الأسود ولم يرسل إليه، لأنه لم يكن معه أحد يشاغبه. وصفا له ملك اليمن.
إنّ مسيلمة قد غلب على اليمامة، وإن الأسود قد غلب على اليمن، فلم يلبث إلا قليلا حتى ادّعى طليحة الأسديّ النبوّة وعسكر بسميراء.
وبعث حبال إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الموادعة. [ذكره ابن الجوزي في الوفاء، ص ٧٦٤، أيضا وقال: «كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله الموادعة، ثم تناقض أمره، ثم أسلم وقاتل في نهاوند فقتل] .
ولم يرو نص الكتاب ولا الجواب (- ٢٤٨- ٢٤٩) .
وأوّل من كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبر طليحة، سنان ابن أبي سنان، وكان على بني مالك، وكان قضاعي بن عمرو، على بني الحارث.
ولم يرو نص الكتاب (- ٢٥٠) .
فحاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسل. فأرسل إلى نفر من الأبناء رسولا، وكتب إليهم أن يحاولوه، وأمرهم أن يستنجدوا رجالا قد سمّاهم من بني تميم وقيس (- ٢٥١) ، وأرسل إلى أولئك النفر أن ينجدوهم (- ٢٥٢) . ففعلوا ذلك. فأصيب الأسود في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بيوم أو بليلة.
[هذا ما ذكر الطبري. أما الأكوع الحوالي (الوثائق السياسية اليمنية، ص ١٣٤، فينقل عن مخطوطة التاريخ المجهول) : ذكر الزبير ابن النعمان الصنعاني، عن غير واحد ممن أدركه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لوفد الأبناء حين أتوه برأس الأسود الكذاب (- ٢٥٢/ ألف) :