يملكن لأنفسهن شيئا، وإن لهنّ عليكم حقا، ولكم عليهنّ حقا، أن لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذنّ في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإن خفتم نشوزهن فعظوهنّ واهجروهنّ، في المضاجع، واضربوهنّ ضربا غير مبرح- قال حميد: قلت للحسن: ما المبرّح؟ قال: المؤثر- ولهنّ رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله عزّ وجلّ. ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. وبسط يديه، وقال: ألا هل بلّغت؟ ألا هل بلّغت؟ ثم قال: ليبلغ الشاهد الغائب، فإنه ربّ مبلغ أسعد من سامع. قال حميد:
قال الحسن: حين بلغ هذه الكلمة قد والله بلّغوا أقواما كانوا أسعد به.
قال الهيثمي: رواه أحمد، وأبو حرة الرقاشي وثّقه أبو داؤد، وضعفه ابن معين، وفيه علي بن زيد وفيه كلام (٣- ٢٦٥) .
وروى الإمام أحمد أيضا عن أبي نضرة، قال: حدثني من سمع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق، فقال: يا أيها الناس! إن ربكم واحد، وأباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى. أبلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام، ثم قال: أي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فان الله عزّ وجلّ قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم، - قال: ولا أدري قال: وأعراضكم، أم لا- كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ليبلّغ الشاهد الغائب، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وروى البزار عن ابن عمر- رضي الله عنه- قال: نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى، في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الموت، فأمر براحلته القصواء، فرحلت له، فركب، فوقف للناس بالعقبة، واجتمع له ما شاء الله من المسلمين، فحمد الله وأثنى