للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مما ولّيته، وقد برئت ذمم «١» الذين معه من المسلمين، وأيمانهم، وعهدهم، فيستخيروا الله «٢» عند ذلك، ثم يستعملوا عليهم أفضلهم في أنفسهم، ألا وإن أصابت العلاء بن الحضرمي مصيبة فخالد بن الوليد سيف الله خلف فيهم للعلاء بن الحضرمي، فاسمعوا له وأطيعوا ما عرفتم أنه على حق، حتى يخالف الحق إلى غيره.

فسيروا على بركة الله، وعونه، ونصره، وعافيته، ورشده، وتوفيقه «٣» ، فمن لقيتم من الناس فادعوهم إلى كتاب الله المنزل، وسنته، وسنة رسوله، وإحلال ما أحلّ الله لهم في كتابه، وتحريم ما حرم الله عليهم في كتابه، وأن تخلعوا الأنداد، وتتبرّؤوا من الشرك والكفر، وأن تكفروا بعبادة الطاغوت واللّات والعزّى، وأن تتركوا عبادة عيسى بن مريم وعزير بن جردة، والملائكة، والشمس، والقمر، والنيران، وكل شيء يتخذ ضدا من دون الله، وأن تتولّوا الله ورسوله وأن تتبرءوا ممّن برىء «٤» الله ورسوله.

فإذا فعلوا ذلك، وأقروا به، ودخلوا في الولاية، فبيّنوا لهم عند ذلك ما في كتاب الله الذي تدعونهم إليه، وأنه كتاب الله المنزل مع الروح الأمين، على صفوته من العالمين، محمد بن عبد الله ورسوله ونبيه وحبيبه، أرسله رحمة للعالمين عامة، الأبيض منهم والأسود، والإنس والجن، كتاب فيه نبأ «٥» كل شيء كان قبلكم وما هو كائن بعدكم ليكون حاجزا بين الناس يحجز الله به بعضهم عن بعض [وأعراض بعضهم عن بعض] «٦» وهو كتاب الله مهيمنا على الكتب مصدقا لما فيها من التوراة والإنجيل والزبور. يخبركم الله فيه بما كان قبلكم مما قد فاتكم دركه في آبائكم الأولين الذين أتتهم رسل الله وأنبياؤه كيف كان جوابهم وبما أرسلهم «٧» وكيف كان تصديقهم بآيات الله وتكذيبهم بها «٨» ، فأخبر الله في كتابه بشأنهم «٩» وعملهم وعمل من هلك منهم بذنبه لتجتنبوا ذلك ولا تعملوا مثلهم «١٠» لئلا يحل «١١» عليكم في كتاب الله من عقابه وسخطه ونقمته مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم لتهاونهم بأمر الله. وأخبركم في


(١) هذا ما أراه، وفي الأصلين «الذم» وفي الإتحاف «ذمة الذين ... أيمانهم وعهدهم وذمتهم» .
(٢) كذا في الإتحاف، وفي الأصلين «ويسجدوا لله» .
(٣) وفي الإتحاف «وتوثيقه» .
(٤) كذا في الإتحاف وفي الأصلين «مما تبرى» .
(٥) كذا في الإتحاف، وفي الأصلين «وللكتاب فيه تبيان» .
(٦) كذا في الإتحاف.
(٧) وفي الإتحاف «وثم لرسلهم» ولعل الصواب «جوابهم لرسلهم» .
(٨) في الإتحاف «وكيف كان تكذيبهم بها» .
(٩) في الإتحاف «أنسالهم وأعمالهم وأعمال من هلك» .
(١٠) في الإتحاف «ان تعملوا بمثله» .
(١١) في الإتحاف «كيلا يحق» .

<<  <   >  >>